قدرٌ بائس .. كلا .. غباءٌ مُتجاهل
قدرٌ بائس .. كلا .. غباءٌ مُتجاهل |
《 أريد رؤيتك في تمام الساعة الخامسة ..في مكاننا .. 》
هذه هي الرسالة التي وصلتني منك بعد سنة و نصف من العذاب .. و الانتظار ..
اليوم أنا فارغة ..
فارغة من |مشاعر| تجاهك ..
فارغة من الماضي الذي حضرته معك ..
فارغة من المستقبل الذي بنيته معك ..
فارغة من كل شيء ، و كل شخص .. يوصلني إليك ..
لكن ..
أريد سماعك .. أريد للفرصة الأخيرة أن تتوّج بنهاية قصتنا ..
فعلى الرغم من إغراقك بمحيطات الفرص ..
إلا أنَّ هذه المرة ستكون الدّفة الأخيرة ..
إما الخروج إلى برٍّ بعيدٍ عن محيطي ..
أو البقاء غريقاً في بؤبؤ حكايتي ..
نهضتُ من خلف حاسبي المحمول ، وضعتُ هاتفي جانباً ، و وقفتُ أمام خزانة ملابسي .. ماذا سأرتدي ؟!
لوني الأزرق مع الأبيض ..
أم لونه الأسود .. مع الأسود ؟!
ارتديتُ الرمادي .. كينونة لون سماء عالمنا ..
جعلتُ شعري ينسدل على طوله ، كانسدال عشقي إلى قاع غرورك ..
و خرجت من المنزل ..
اتصلت بي أمي ، أخبرتني أنها متعبة جداً و عليَّ العودة بسرعة ..
(( لكن .. خمس دقائق للتأخير .. لن تضّر .. أكملتُ طريقي ))
اتصل بي أبي ، أخبرني أنَّ روايتي صُدرت و عليَّ الذهاب إلى دار النشر لتوقيع العقد الأخير ..
(( لكن .. خمس دقائق للتأخير .. لن تضّر .. أكملتُ طريقي ))
اتصلت بي صديقتي ، أختي .. لا أعلم ماذا حلَّ مع أرواحهم .. كل الأشخاص الذين أعرفهم .. اتصلوا بي .. يريدونني ..
و أنا على ذات الجملة أرددها في داخلي ، و ذات التصرف الغير عقلاني :
(( لكن .. خمس دقائق للتأخير .. لن تضّر .. أكملتُ طريقي ))
نعم .. أكملتُ طريقي .. الدفة الأخيرة .. عليَّ إيصالها إليك .. عليَّ إنقاذك .. عليَّ إنقاذ علاقتنا ..
صدمتني سيارة ، أصابتني بجروحٍ طفيفة ، أكملت طريقي ..
أوقفتني فتاة تائهة .. أرشدتها إلى المقصد .. و أكملتُ معها .. طريقي ..
وصلت .. و أخيراً وصلت ..
رأيتك تلوّح لي ..
لها ..
لنا ..
تلوّح لشابةٍ مشرقة .. و أخرى فارغة .. صامتة ..
أدرتُ ظهري ، فهمت ما حدث .. ما الذي يحدث .. ماذا سيحدث ..
وجهت نظري نحو بؤس قدري .. بل غبائي ..
و أكملت .. طريقي ..
شهد بكر ✍🏻
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك