الحاجة لترجمة الأرواح .. و ليس اللغات
الحاجة لترجمة الأرواح .. و ليس اللغات تصميم الصورة وفاء المؤذن |
بين حبات المطر ، و قطرات الندى ..
كانت تتوارى عن البشر ..
رأيتها و أنا واقفٌ على شرفة المنزل ..
لوّحتُ لها ، فنظرتْ لي نظرةً جعلت أطرافي ترتعش ..
نظرةُ| فتاةٍ شرقيّة |، حُفر بداخل وعيها " عدم الاستجابة للغرباء "
أيقنتُ لحظتها ، حتّى و لو كانت جذوري هنا ..
إلا أنني أميل للغرب ، ربيتُ ضمن مجتمعٍ غربي ..
فكيف لي العيش مع بشرٍ لا أعرف ماهية أفكارها و معتقداتها ؟!
إما أن أصير مثلهم .. أو أن أبقى مع صراع الوحدة ..
كل شيء هنا يُفسر على أنه حب ..
النظرة ، الكلمة ، اللفتة ، اللهفة ..
أصبحتُ أخشى من قول " مرحباً " ..
أو نطق " شكراً " ..
أو صنع " ابتسامة " ..
غريب .. أنا غريب هنا ..
المشكلة ليست باللغة ، بل بالنفوس ..
خرجتُ من المنزل ..
يائساً .. محبطاً .. أريد أحدهم ..
حتى و لو كانت لغة الصمت الحاكم بيننا ..
على الأقل سيدور حديث ما بين أرواحنا ..
الشوارع هنا دافئة ، على كل حائط يوجد |ذكرى| ، مفعمة بالمشاعر و الصدق و الأمل ..
الحارات هنا هادئة ، مع كل| ياسمينة| مزروعة ، |حكايةٌ |غراميّة .. وجوديّة ..
دخلتُ إلى مقهى لمنزلٍ عتيق .. وضعتُ السماعات في أذني .. و بدأت العمل مع أوراقي ..
و بعد بضعة دقائق ..
جلستْ بقربي فتاة سمراء .. سمراء !!
سمارٌ عربي .. يجلس أمامي ؟!
أنا هلا ، جارتك في الشقة المجاورة لشقتك ..
هكذا ، و بهذه الرسمية ، و دون سؤالٍ مني ، أو نظرة .. عرّفت عن نفسها ..
حاولت مجاراتها في لغتها العربيّة المتقنة ، و لكنتها العاميّة الملفتة ..
لكنَّ تصنعي واضح ..
ضحكت :
أنت تفهمنا جيداً رغم صعوبة نطقك لحروف عراقتنا ..
أخبرتها أنني هنا لستُ سائحاً .. بل راسخاً ..
أعلم ، أنا أعرف كل شيء عنك .. و عن وحدتك ..
الحياة هنا أبسط مما يُخيل إلى عقلك .. و أعقد مما يستوعب قلبك ..
أنا غريبٌ هنا ..
بل أنت قريب ، لكنك بحاجة إلى الابتعاد عن التعقيدات و الطفرات ..
للأسف .. أنت هي الطفرة الإيجابيّة الوحيدة هنا ..
أنا هنا |رسالة سلامٍ| إليك ..
ضع أقلامك جانباً .. و تعال معي ..
لنكتب معاً .. و نقرأ معاً .. حياتنا المتناقضة ..
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك