المقارنات وتأثيرها على الأطفال
الحياة تقريباً كلها قائمة على المقارنات، ولكن ليست كل المقارنات جيدة، ولاسيما التي قد نتبعها مع الأبناء.
المقارنة بين الأبناء قد يكون لها إيجابيات وقد يكون لها سلبيات، وليس بالضرورة أن تكون |المقارنة بين الأخوة| فقط، يمكن المقارنة مع الأقارب أو الجيران، مما يؤدي إلى تشكيل عقدة نقص لدى الأبناء أو| ضعف في الشخصية|.
رغم إدراك الأهل أنّ للأبناء قدرات مختلفة وإمكانيات مختلفة إلّا أنهم لا ينفكون يقارنون بين أبنائهم لاعتقادهم أنّ ما يفعلوه هو أسلوب تحفيز، ولكن في الحقيقة هو فقط إحباط لشخصية طفلهم.
ومن تأثيرات المقارنات السلبية على الأطفال
1) توليد إحساس الكره لدى الأولاد، وبينهم لمجرد القول بأنّ شخص ما يقربك مثلاً أفضل من ابنك أو يدرس أفضل منه.
2) ضعف ثقة الطفل في نفسه واستنزاف طاقاته بسبب التفكير في الوصول إلى ما يريده الأهل مما يسبب انعدام مواهبه، وشعوره باللامبالاة مع الوقت.
3) إحساس الأطفال أنّهم غير مرغوبين أو مقبولين من الأهل، ولكن هذا الأمر لا يؤثر على محبة الأهل لأطفالهم إطلاقاً حتى لو تظاهروا بذلك.
4) توليد مشاعر الغيرة، ومشكلة السعي للكمال الزائف، ولا يسعنا سوا القول بأنّ الكمال لله تعالى.
لكن لو استخدمت المقارنة بشكل إيجابي تحفيزي سيكون لها دور كبير في شحذ الهمم، والقدرات من خلال مقارنة الطفل مع شخص له إنجازات، ومهارات لجعله يعمل، ويجتهد ليصل إلى ما وصل له من القدوة الذي قارنوه مع هذا الطفل، وقد نضيف له في طريقه أيضاً بعض المكآفأت التي تساعده على استعادة التحفيز الذي كان قد بدأ به.
لذلك يجب الانتباه للصحة النفسية للطفل، والتي تعني إحاطته بالأمان و|المحبة|، والتوازن في المقارنة، والإعطاء، والعطف.
النصائح للتعامل مع المقارنة
1) أن يتقبل الأهل طفلهم مثل ماهو دون تغيير لأنّ التفوق أو الاجتهاد أو الهدوء لا يفرضوا على الطفل فكل طفل له ميوله الخاص.
2) أن يراعي الأهل قدرات الأطفال، وإمكاناتهم، وأعمارهم، ولا يشككوا فيها فلا يجب |معاملة الأخ الأكبر| كأخيه الأصغر ومقارنة أداء الصغير بأداء الكبير .
3) استخدام أساليب تحفيزيّة مثل الشكر، والثناء على الجهود، وغيرهم.
4) إذا كان، ولابد من المقارنة، لتكن مع شخص لا تربطه مع الطفل صلة قربى أو أن يكون الشخص أكبر بكثير من عمر الطفل لتصبح المقارنة تحفيزيّة.
وأخيراً لا يمكننا تحقيق ما عجزنا عنه في جميع أطفالنا، لأنّهم مختلفين.
لذلك ليس من حقنا أن نجبرهم ليشبهوا أحد لأنهم متفوقين، وعلينا الاهتمام بصحتهم النفسية للوصول إلى ما هم بارعين فيه، ويجيدوه، وتقدير جهودهم التي يبذلوها ليثبتوا لنا قدراتهم المختلفة.
و بذلك نكون قد قمنا بدورنا كأهل تجاه أبنائنا على أكمل وجه.
كل الحب لأطفالكم🌸🌸
بقلمي دنيا عبد الله
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك