كيفية تعديل سلوك الطفل دون عقاب
التربية تطورت خلال فترات الزمن فلم تعد تستطيع أن تربي أولادك كما رُبيت في منزلك ولم تعد عشوائية، بل أصبح لها أسس
ومبادئ
فأي شخصين مقبلين على الزواج أو على إنجاب الأطفال يجب أن يكون لديهم الاستعداد النفسي والاجتماعي والاقتصادي لأن تربية
الأطفال في بيئة غير صحية ستنشأ لديه العديد من |الاضطرابات النفسية |فيما بعد التي ستسبب له العديد من المشاكل في حياته.
هل العقاب يعتبر من وسائل التربية؟
يجب الإشارة إلى أنّ العقاب آخر وسيلة يجب اللجوء إليها، بالطبع هناك الكثير من| الأطفال الأشقياء| الذين تشعر أنّه لا سبيل لإصلاحهم
إلّا الضرب أو الصراخ ولكن في |التربية| الضرب أو الصراخ مرفوض بالكامل
إنّ الضرب يعتبر إهانة كبيرة للإنسان عموماً فكيف إن كان طفلاً، وإن تعرّضت للضرب في طفولتك هذا لا يعني أنّك الآن لا تعاني من
اضطرابات نتيجة ما عانيته
فقد تنشأ طفل مطيع خارجياً ولكنّه داخلياً لن يكون سليماً ومعافى.
إذاً كيف يمكن أن نردع الأطفال أو المراهقين عن بعض السلوكيات؟
هناك نظرية في علم النفس تسمى |نظرية الجبل الجليدي| حيث الجبل يظهر منه فقط ١٠٪ فوق سطح الماء ولكن ٩٠٪ منه هو يغوص
ضمن البحر ولا نراه، وهكذا هي تصرفات وسلوكيات الأطفال فأي سلوك للطفل كالعناد أو تكسير الألعاب أو غيره من التصرفات هي
لا تظهر إلا ١٠ بالمئة فقط ومنها ويوجد ٩٠ بالمئة من هذه السلوكيات مخفية في نفسية الطفل، وهي التي تشكّل أساس هذه السلوكيات،
يوجد عدّة أسباب تكون مخفية وراء تصرفات الأطفال ومنها:
١- الحصول على الانتباه:
الكثير من الأطفال يقوم بالتصرفات المزعجة، لكي يُجبر الأهل والمدرسين في المدرسة على الانتباه له والاهتمام به.
٢- الحصول على الأشياء التي يحبّها:
حيث يقوم بتصرّف يزعج الأهل، ولكي يخفّف الأهل من هذا |السلوك المزعج| يعطوه الشيء الذي يحبّه.
٣- الهروب والتجنّب:
لكي يتهرّب |الطفل| من أي عمل كحل الواجب المدرسي، يقوم بتصرّف يزعج الأهل لكي يلفت النظر إليه، وبالتالي يتجنّب القيام بمهمة
الواجب المدرسي.
٤- وجود بعض| المشاعر السلبية |لديه:
يلجأ الطفل عندها لبعض التصرفات، كتكسير الألعاب، أو| الصراخ | والعدوانية،بهدف تخفيض كمية الضغط والمشاعر السلبية لديه.
فإذا قام الأهل بمعرفة الأسباب الكامنة وراء سلوكيات أطفالهم سيتمكّنوا من تعديل سلوكياتهم، وبالطبع هذا التعديل يحتاج لصبر وفترة
زمنية قد لا تكون قصيرة ولكن هذا التعديل يصبح تعديل دائم وليس لحظي.
كيف يمكن أن تعدّل السلوك؟
بالطبع العقاب يمكن أن يكون موجود وله أساليب وطرق وليس |الصراخ| أو التعنيف أو الانتقام من الطفل إحدى وسائله، ولكنّه بالطبع
الخيار الأخير، ولكن يمكن أن نلجأ إلى البدائل.
أي نقوم بتعزيز السلوك الإيجابي مثلاً الطفل دوماً ما يبعثر أغراضه، هنا لا نلجأ إلى الصراخ معه بل على العكس نخبره بأننا سنرتّب
الأغراض سويّاً، ومن ثمّ نعطيه محفزّات معنوية كأن نحضنه ونمدحه على الترتيب.
أو محفزّات مادية حيث نعطيه شيء يحبّه بعد كل| تصرف إيجابي| أو بعد عدة تصرفات إيجابية معاكسة للسلوك الذي نريد تعديله.
وهذا المحفّز يجب أن يكون فوري فلا تماطل فيه ونخبره أننا سنعطيه شيئاً ما لاحقاً، هنا سيفقد الطفل ثقته بالأهل.
تذكّر عزيزي القارئ أنّ الطفل كالصفحة البيضاء التي يرسم عليها الأهل بطرائقهم، فأي تصرّف خاطئ يقوم به الطفل يكون ناتجاّ عمّا
زرعته به في السنوات الأولى من حياته.
كل الحبّ لأطفالكم🌸🌸
بقلمي دنيا عبد الله
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك