مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/05/2021 12:32:00 م

دور الأب في تربية الطفل وكيف يؤثّر غيابه؟

دور الأب في تربية الطفل وكيف يؤثّر غيابه؟

دور الأب مهم في حياة الأسرة من كل النواحي، فلا يجوز أن يقتصر على| المجهود المادي| فقط.

فللأب دور أساسي في تربية الأبناء، وعليكِ منذ البداية اختيار أب جيد لأطفالك يشاركك التربية وتنشئة الطفل.

دور الأب في مجتمعنا غائب على نحو كبير، نتيجة وجود نقص في |التوعية| .

الأب في أسرنا يتدخل بتربية ابنه فقط باستدعاء من الأم (انظر لابنك يبكي، ابنك مريض، ابنك متعب،..) 

فالأب ليس عنصر أساسي بحياة الكثير من الأطفال، لا يشارك إلّا في حال وجود مشكلة، وهذا التصرّف يجعله بعيداً عن الطفل.

فنجد الكثير من الأطفال بعد الثلاث الى الخمس سنوات، يرفضون الأب لعدم اعتيادهم على وجوده في حياتهم.


نفسية الأطفال بغياب الأب:

غياب الأب يؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسيّة للأطفال، قد نجد أطفال تقول (بابا) لكل الرجال الموجودين، لأنّ الطفل لا يشعر

 بإحساس الأبوة ولا يعرف معناه.

فالأب ليس الشخص الذي ألعب معه ويحضر لي لعبة فقط، فكلّ الأطفال لديهم ألعاب لا يلعبون بها، لكن فور حضور الأب يهرعون اليه.


دور الأب في حياة الطفل:

1- دور الأب يبدأ باحترام الزوجة واحترام الأم.

اذا الطفل اعتاد على حياة معينة فيها أمان وحب واحترام، يعتاد على احترام الأب أولاً.

فالطفل يعامل المحيطين به، كما يعامل أباه أمه، أو كما يعامل إخوته وباقي| أفراد المجتمع| . 

لذلك مهمّ جداً أن يشاهد الاحترام والحب والعطف ويشعر بالأمان الذي يعد عامل مهم جداً للطفل وبدونه لن يتمكن من التعامل مع

 الآخرين.

2- تخصيص وقت للطفل:

يجب على الأب مهما كان انشغاله، أن يخصص وقتاً للجلوس والتحدّث مع أطفاله، وممارسة نشاطات معاً، بعيداً عن الألعاب

 الالكترونيّة.

وهذا الوقت ممكن أن تكون خمس الى عشر دقائق كافية تبعاً لعمر الطفل.

فيشعر الطفل أن أباه معه، قريب منه، يستطيع أن يحادثه، ويلعبان سوية ويمارسان نشاطات مشتركة.

ويعتاد أن 

يعبّر لوالده، ويتعرّف الأب عما بداخل طفله.

وطبعاً نقصد بالتحدّث، الالتزام بأسلوب |الحوار مع الطفل|، والابتعاد عن الاستجواب وطريقة السؤال والجواب المنفرة للطفل.


دور الأب في فترة المراهقة:

في حال غياب التأسيس في مرحلة الطفولة، صعب قليلاً التعامل مع الطفل، لكننا نستطيع تحسين العلاقة، 

لأنّ الفترة الأساسيّة لبناء علاقة سليمة بين |الطفل والأب| هي في مرحلة الطفولة، وهي الفترة التي يحتاج بها الطفل هذا التعامل من قبل

 أبيه.

بعد هذه الفترة يبدأ يتفاجأ الأب، لماذا طفلي لا ينفذ كلامي؟، يصرخ بصوت مرتفع؟، يتجاهله؟، ..

بالحقيقة الطفل هنا يكون يتصرّف كأبيه، فهو تعلّم بالتقليد بما رآه وليس بما سمعه منه.

عندما يكبر الطفل قليلاً، يبدأ الأهل يتقربون منه، وهنا فترة التربية والأساسيات تكون انتهت.

في عمر الطفولة المتوسطة والمتأخرة حتى |مراهقة الطفل|، الطفل يشعر أنّه أصبح شخص كبير وواعٍ، ليس بحاجة لنصائح، وإنّما هو

 بحاجة للتقرّب أكثر. فنجده يتقرّب من خال، جد، صاحب، ..


كيف ممكن أن تتصرف الأم في حال غياب الأب (وفاة، سفر، انفصال)...؟

من غير الممكن أبداً، أن يغني وجود الأم عن| وجود الأب|، مهما حاولت وبذلت من جهد.

لأنّه هناك جزء في حياة الطفل بحاجة لوجود الأب. وخاصة الأولاد منهم بحاجة وجود مثال ذكر في حياتهم.

فعلى| الأم| أن تحاول أن تعوضهم بشخصية ثانية، نقرب منهم عم، خال، جد، ..

وتنتبه الى صفات هذا الشخص تكون متناسبة مع تربيتها، فيكون شخص ناجح، طموح، حنون، لديه رؤية لما بعد، قادر على إيصال

| شعور الأمان| للأطفال، لأنّ الابن دائماً سيتطلع اليه ويرغب أن يكون مثله.

وإلّا فالطفل سيبحث عن شخص آخر ليتقرب منه، ممكن يكون أحد أصحابه، وقد لا نرضى عن اختياره.


علامات وجود نقص تواصل بين الطفل والأب؟

ممكن بعمر معين أن يتقرب الطفل لشخص آخر ويبتعد عن |الأب| ، وممكن عند رؤيته لأباه أن يقوم برد فعل نافر، ومع مرور الوقت

 وبلوغ الطفل يتحوّل شعوره لكره للأب. لأنه بعيد عني، دائماً ضدي، لا يفهمني، فيتحوّل لعدو، لأنه بنظره كان يجب أن يكون أقرب

 الأشخاص له.

بالنهاية، أنت كأبّ إن لم تستطع أن تعطي أطفالك وقت خمس دقائق في اليوم في طفولتهم، حاول أن تكون مثالاً وقدوة لهم. 

فلا تطلب منهم الابتعاد عن تصرفات تقوم بها أنت أغلب الوقت، كالابتعاد عن الأيباد.

فإذا كنت لا تريد المشاركة في| تربية الأطفال|، على الأقل كن قدوة حسنة لأطفالك بتصرفاتك. 

بقلمي دنيا عبد الله


إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.