ما هو التقدم ؟وكيف يؤثر على حياتنا
يطمح كل إنسان سوي أن يحقق لنفسه التقدّم و العزّة في هذا الحياة ، فالطريق الطبيعي للوصول هو أن يفجّر الإنسان طاقاته و قدراته في بناء المجتمع و تطوّره نحو الأفضل .
فالتقدّم لغة هو السير إلى الأمام و النماء و الرقي و الازدهار ، و ظهرت عدّة اتجاهات حول هذا الموضوع
نظرة الفلاسفة والعلماء عن التقدم
فلم ينظر| أفلاطون| إلى التقدّم على أنه يسير في خط مستقيم بل رأى أنَّ الزمان دوري لأنَّ كل أنواع التقدّم .. تستمر دورةً .. ثمَّ تنتهي بالانحلال ، ثمَّ تستأنف دورة جديدة تبدأ من الصفر ، ثمَّ تتقدم حتى نهايتها في الدورة .. و هكذا .
و كان| أرسطو |ذو عقليّة نقديّة
إذ نقد آراء السابقين عليه و استفاد منها في الوقت ذاته و أكدَّ أنَّ الوصول إلى الحقيقة يكون بجهود البشر جميعاً .
أما في العصور الوسطى ظهر روجر بيكون إذ رأى أنَّ من المهم وضع الأساس الذي عليه يستطيع العلماء في المستقبل أن يحققوا ما بدأ به على نحو جيد
و لكن فرنسيس بيكون كان مفهوم التقدّم عنده أعمق و ذلك بسبب اختراع الديناميت و الفرجار و الطباعة ...
و لأنها أحدثت تغيرات جذريّة في تصورات الإنسان رأى أنَّ العلم قائم على التجريب هو الذي يصنع العلاقات الحقيقية بين الإنسان و الطبيعة .. أما التأملات النظرية فهي غير مقنعة .
و في القرن الثامن عشر ميّز| الفلاسفة| بين التقدّم المادي و التقدّم الأخلاقي فقال بعضهم : إنَّ كلا النوعين متلازمٌ مع الآخر ..
و قال آخرون : إنَّ كلاهما متعارضٌ مع الآخر ....
و مع تعمق الفلاسفة و المفكرين في فكرة التقدّم ، ظهر آثار لها ، منها ما كان إيجابي و الآخر سلبي
فالعلم هو الحقيقة الكبرى في عصرنا الحاضر و التغيير الذي أدخله العلم على حياتنا أكثر قوةً من أي تغيير فعلى الإنسان إدراك فكرة دقيقة ..
أنَّ العلم هو الذي سيحدد مصيره لأن البشرية تعيش في خوف دائم من أن تتدمر حياتها و من جهة أخرى فإن الأمل الأكبر لدينا في مستقبلٍ أفضل .
يرى البعض أن |الحرب العالميّة الأولى| كانت نتيجة مباشرة حتمية للتقدّم الصناعي و التكنولوجي
و هنا لابد التمييز بين نوعين من التقدّم ، كما ذكرنا سابقاً
- تقدّم مادي
- تقدم أخلاقي
فإذا كان هنالك تقدّم مادي هائل و ضخم .. فهل يقابله دائماً التقدّم الأخلاقي ؟!
و في الختام
التقدّم ليس بالضرورة أن يكون نحو الأفضل فهنالك من استغل العلم لدمار البشرية و هنالك من استفاد منه لخدمتها .
و برأيي التقدّم له أهمية كبيرة في| بناء المجتمع |و الأمة و تطوّرها و لكن له ثمن باهظ لتحقيقه .. لأنه لا تقدّم دون جهد و تعب و إخلاص .
شهد بكر
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك