نظرية كهف أفلاطون - فلسفة المعرفة
(الجزء الأول)
نظرية كهف أفلاطون - فلسفة المعرفة - الجزء الأول تصميم الصورة : رزان الحموي |
نظرية كهف أفلاطون - فلسفة المعرفة - الجزء الأول
تخيل أنك أسير من لحظة ميلادك ، ومسجون مدى حياتك في كهف مُظلمة ، ويديك ورجليك ورأسك مقيدين ، بحيث أنك لاتستطيع أن ترى سوى الحائط الذي أمامك. وخلفك شعلة نار ، وبينك وبين النار طريق يمشي فيه السجانين الذين سجنوك أنت وباقي المسجونين .
السجّانين خلفكم يحملون تماثيل لـ ( حيوانات - نباتات - وأشياء أخرى ... ) وأنت ترى فقط خيالاتها المنعكسة على الحائط أمامك , و هذه الخيالات هي كل شيء رأيته وعرفته خلال حياتك.
و تقريباً هذه هي حصيلة المعرفة التي كونتها أنت والمساجين الآخرين على مدى العمر .. ولا تعرفون ولا تتكلمون ولاتفكرون في أي شيء آخر .
والآن تخيل أن السجّان قد فك قيودك وأطلق سراحك ، وأصبحت تستطيع أن تمشي في الكهف وتكتشف جوانبه.
في البداية ..
شعلة النار يمكن أن تزعج عينيك وذلك لأن عينيك تعودت على انعكاسات الضوء ، لكن ليست متعودة على ضوء الشعلة الشديد.
ليس من الغريب أن يكون رد فعلك الأول هو أن تعود إلى مكانك وتجلس بجانب زملائك أمام الحائط .
ولكن بعد قليل سوف تبدأ بالتحسن ، وسوف تبدأ بفهم الموقف داخل الكهف.
وحينها سوف تستطيع أن تفهم الخيالات التي كنت تراها على الحائط أنت وزملائك ، وقد كنتم تظنون بأنها ' واقع 'وسوف تعرف ماهو مصدرها .
بعدها سوف تذهب خارج الكهف ..
أي إلى العالم الخارجي وضوء الشمس ، وحينها سوف ترى حقيقة الأشياء كاملة وظاهرة تحت ضوء الشمس الباهر في السماء .
و بعد اكتشافك لحقيقة الكهف والعالم الخارجي والأشياء ، وقد أصبح لديك معرفة جديدة ، سوف تعود إلى الكهف مرة أخرى بسرعة.
وذلك لكي تُخبر زملائك على حقيقة الخيالات التي يرونها على الحائط ، وماهو مصدرها .
في ذلك الحين ...
فإن عينيك التي تعودت على ضوء الشمس ، سوف تضعف رأيتها في الظلام ، وسوف تقع أكثر من مرة داخل الكهف المظلم وتتعثر أكثر من مرة وذلك قبل أن تصل إلى زملائك ، وسوف تقع وأنت تشرح لزملائك المساجين عن حقيقة الأشياء التي اكتشفتها.
ماذا تتوقع أن يكون رد فعل زملائك بعد أن تحكي لهم عن حياة الكهف والخيالات والعالم خارج الكهف ؟؟
إن رمزية قصة الكهف تعتبر واحدة من أشهر الرمزيات التي استخدمها |الفيلسوف الاغريقي| " |أفلاطون| " .
والتي استخدمها للمرة الأولى في الكتاب السابع من " الجمهورية " ، هذا العمل الخالد الذي حاول أن يتكلم فيه عن " الجمهورية المثالية" و "حاكمها المثالي ", أو كما أطلق عليه أفلاطون "الملك الفيلسوف".
تابع القراءة لتكتمل لديك فكرة نظرية الكهف ومغذاها .....
رهف ناولو ✍🏻
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك