ما هي الفلسفة الوجودية؟
ما هي الفلسفة الوجودية؟ تصميم الصورة وفاء المؤذن |
تعتبر |الفلسفة |الوجودية أحد الأشكال الحديثة للفلسفة رغم جذورها القديمة، ولكنها لم تأخذ أبعادها كمذهبٍ فلسفي إلا في بدايات القرن التاسع عشر وتطورت كثيراً على أيدي مجموعةٍ كبيرةٍ من الفلاسفة والمفكرين.
تنقسم الوجودية إلى تيارين هما:
- التيار الوجودي المؤمن
- التيار الوجودي الملحد
ولكل تيارٍ مجموعةٌ من الفلاسفة الذين يمثّلونه، ولكن الفكرة الأم للفلسفة الوجودية هي نفسها لدى التيارين، ويمكن تلخيصها بأن وجود الانسان يسبق ماهيته،
وهي فكرةٌ مخالفةٌ لما كان قبلها، فلطالما اعتُبرت ماهيّة الانسان أي جوهره وطبيعته ووظيفته في الحياة موجودةٌ قبل وجود الانسان نفسه، لأن الانسان وجد لتحقيق تلك الماهية،
فمثلاً عند رسم لوحةٍ ما يكون على اللوحة أن توصل فكرةً أو رسالةً ما فإذا كانت رسالة اللوحة هي |ماهيتها| فإن ماهية اللوحة كانت موجودةً قبل وجود اللوحة.
وبشكلٍ مشابهٍ كان الإعتقاد السائد بأن الله خلق الانسان وفق ماهيةٍ معدّةٍ له مسبقاً وخلقه ليحقق تلك الماهية،
وقد اعتمدت تلك الفلسفة على أن لكل شيءٍ في الوجود سبباً وغايةً لوجوده عليه تحقيقها.
من أهم رموز الفلسفة الوجودية
الفيلسوف الفرنسي |جان بول سارتر| الذي رفض أن تكون الماهية تسبق الوجود، بل اعتبر بأن ماهية الانسان ليست موجودة أصلاً إلا بوجود الانسان الذي يصنع ماهيته بنفسه،
وقد بنى سارتر فكرته على أساس اقتناعه بعدم وجود تخطيطٍ مسبق لأي شيء لأنه لا يعترف أصلاً بوجود إلهٍ خالق، بل يعتقد بأن الإنسان وجد من العدم ليجد نفسه أمام الكثير من التحديات التي عليه مواجهتها
محدداً بذلك ماهيته وأهدافه ومحدداً الطريقة التي سيمارس فيها وجوده،
فالإنسان برأيه يتحكم بحياته وهو من يختار أسلوب حياته ولا أحد غيره سيقرر نيابةً عنه بل هو من ينحت حياته وأسلوبه وهويته والمعنى الخاص لوجوده.
وبذلك يرى سارتر بأن الإنسان يجب أن يتحمّل وحده المسؤولية الكاملة لاختياراته وقراراته لأنه يصنعها من منطلق حرّيته الكاملة فلا سلطان لأحدٍ على حريته المطلقة.
يقول سارتر بأن الانسان على خلاف غيره محكومٌ عليه بالحرّية لأن عليه في كل لحظةٍ من حياته أن يقوم بالاختيارات ويتخذ القرارات، ولا يمكن للإنسان إلا أن يكون حرّاً، وحتى لو أراد أن يتخلى عن حريته فلن يستطيع،
وحتى لو قرّر ألا يختار فهذا بحد ذاته اختيار ولكنه اختيارٌ مقنّع بحسب تعبير سارتر نفسه.
ويعتبر سارتر بأن| المسؤولية| هي توأم الحرية عند الانسان فبما أنه حرٌّ في خياراته وقراراته فعليه تحمّل المسؤولية عن كل ما يختاره.
ومن شروط المسؤولية عند سارتر
أن الإنسان عندما يمارس حريته فإن مسؤوليته لا تنحصر في ذاته فقط بل تتعداها إلى الآخرين الذين قد يتأثرون بخياراته ولذلك يجب أن تكون خيارات الإنسان بمثابة نموذج يقتدي به الآخرون.
يعتقد البعض بأن| الفلسفة الوجودية |كما جسدها سارتر هي ابنة عصرها لأنها نتجت عن حربين عالميتين دمّرتا الكثير من المدن و ازهقتا ملايين الأرواح وكانت نتيجةً لقرارات بعض الأشخاص،
ولكن سارتر رفض تلك الفكرة معتبراً أن أفكاره تصلح لكل زمانٍ ومكان فهي مذهبٌ انساني يفتح آفاقاً جديدةً من القوة و الثقة بالنفس عند الإنسان وتساهم في تحريره من الذل والمسكنة وجمود العادات والتقاليد المتوارثة التي تضعف عزيمته.
شارك المقال لتعم المعرفة.💙
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك