نظرية كهف أفلاطون - فلسفة المعرفة
(الجزء الثالث)
نظرية كهف أفلاطون - فلسفة المعرفة - الجزء الثالث تصميم الصورة : رزان الحموي |
نظرية كهف أفلاطون - فلسفة المعرفة - الجزء الثالث
تكلمنا في المقال السابق عن اختلاف الفلاسفة عبر العصور حول تفسير كامل لمعنى قصة الكهف وسنكمل في رمزيات قصة الكهف وإلى ماذا ترمز كل شخصية ...
( السجين الذي تحرر و تجول في الكهف و رأى حقيقته ) يمثل الفيلسوف الذي يملك أقرب رؤية إلى الواقع في عالم الحدوث بكل تغيراته المستمرة وخيالاته وأوهامه.
وعلى النقيض ..
فإن العالم خارج الكهف هو عالم الوجود ، عالم الحقيقة الواضح من غير حواس خادعة أو أوهام ، المليء بكل مصادر المعرفة الكاملة الأبدية والثابتة من دون تغير.
نظرية الأشكال
من وجهة نظر |أفلاطون| ، فإن الشيء الذي يكتسب صفة المعرفة الحقيقية ليس فقط يجب أن يكون " واقع و حق" ، بل يجب أن يكون أيضاً "كامل وثابت وثابت الصفات" ، لا يتغير بفعل الزمان أو المكان.
ولكن في الحقيقة ... لا يوجد أي شيء في العالم المعاش أو العالم داخل الكهف ينطبق عليه هذا الوصف .
فالشخص الطويل ... سيكون قصير جانب شخص أطول منه ، أو شجرة أطول منه .
أطول برج في العالم اليوم، سوف يكون قصير بجانب شيء آخر في المستقبل.
التفاحة التي نراها حمراء، سوف تصبح ذو لون غامق وإن تُركت سوف تصبح سوداء ويتغير لونها .
وبهذا بالشكل ... فإنه لايوجد أي شيء في العالم المُعاش يمكن أن يكون مصدر لمعرفة حقيقية غير متغيرة.
أفلاطون قد اقترح عالم آخر، أو مستوى آخر من المعرفة، وهو العالم الذي خارج الكهف ، الذي فيه كل شيء كامل وغير متغير.
أفلاطون قد اقترح عالم الوجود ..
الأشياء فيه غير متغيرة وكاملة الوجود ، وسماها الأشكال المجردة.. والفكرة من هذا .. أنه عن طريق النسخ من الأشكال المجردة يكتسب الشيء في عالم الحدوث أو العالم المُعاش صفة الشكل المجرد.
على سبيل المثال ...
عن طريق نقل او نسخ الشكل المجرد للعدالة ، سوف تكتسب الأفعال أو الأشخاص العادلة صفة العداء.
لكن " الأفعال والأشخاص العادلة " متغيرة وغير ثابتة.
ولاتمثل شكل العدالة المجردة.
فكرة افلاطون عن المعرفة أغنى من ذلك ففي قصة الكهف ... الأشكال المجردة يوجد بينها تسلسل تدريجي مثل السلم ، أشكال مجردة أقل من غيرها في التسلسل أو في التجرد.
وفي قمة التسلسل الدرجي يوجد الشكل المجرد للخير.
والتي جميع الأشكال المجردة تكون تحته ، والذي يعطي جميع الاشياء معناها الدائم والحقيقي الذي يُظهر وجودها .. "الشمس" هي لعبة هذا الرمز في |قصة الكهف|.
سنتكلم عن " الحب الأفلاطوني " وذلك لأن نظريته متعلقة في نظرية الأشكال النموذجية أو المجردة التي تكلم عنها أفلاطون
تابع القراءة لتتعرف على الحب الأفلاطوني وعلاقته بنظرية الكهف ...
رهف ناولو ✍🏻
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك