قال |ديكارت| : لايوجد شخص عاقل سوف يشك في كل هذه الأشياء التي ذكرناها في الجزء السابق ..
لكنه كان يستخدم| الشك| هنا كأداة للوصول إلى |المعرفة| ، وإثبات أن
( حتى لو بدأنا بالشك التام في كل شيء ، فإن الوصول للمعرفة ممكن ).
ديكارت قد بدأ بعرض معتقداته على مجموعة من الحجج الشكوكية المتصاعدة والشديدة.
بدأ من التساؤل عن كيفية التأكد من وجود أي شيء على الإطلاق عن العالم المحيط بنا.
- هل هو فعلاً واقع أم وهم؟
- هل من الممكن أن نصدق حواسنا؟ ونعتمد على المعرفة المكتسبة عن طريقها ؟
- وكيف يمكن أن نصدق هذه |الحواس| إذا كانت تخدعنا في بعض الأوقات ؟
يمكن أن نكون نحلم وهذ العالم مجرد جزء من حلمنا.
لكن .. حتى وإن كنا نحلم ، فعلى الأقل .. بعض الحقائق في الأحلام تكون ثابتة، مثل ( الرموز والمعادلات الرياضية) .
لكن ديكارت تراجع وقال :
من الذي قال بأن المعادلات الرياضية سوف تكون ثابتة في| الأحلام| ؟
أليس من الممكن أن يكون ربنا قد خلقنا بعيوب في قدرتنا على المنطق والتفكير .
أليس من الممكن ألا يكون هناك رب على الاطلاق !!
وفي هذه الحالة.. فإنه بالتأكيد قدراتنا على المنطق والتفكير " مشوهة" .
لأنها مجرد ناتج صدفة وليس تصميم الهي.
وفي الوصول لهذه الأفكار .. ديكارت بدى وكأنه فقد الإيمان في كل شيء .
وهنا يطرح للقارئ قصة " الشيطان أو العبقري الشرير"
والتي تحدثنا عنها في مقالات سابقة .
يطرح هذه القصة كأداة لعدم الانزلاق في متاهة الشك.
سيفترض أن هناك شيطان شرير قادر على خداعه وإيحاء اي شيء له.
وعندما يجد نفسه يفكر في معتقد أو فكرة ، فسوف يسأل نفسه :
( هل الشيطان يمكن أن يجعلني أصدق هذه الفكرة على أنها صحيحة ، حتى وإن كانت خاطئة ؟؟)
ولو كانت اجابته " نعم " فيجب أن يلغي هذه الفكرة لأنها اصبحت مختلطة بالشك.
-بذلك وضع ديكارت نفسه في مأزق .
لانه لايوجد شي لايمكن أن نشك به.
الشيطان أو العبقري الشرير يمكن أن يجعلنا نصدق أي شيء.
لأنه يمتلك سيطرة كاملة علينا.
ديكارت وجد نفسه من دون أرضية لكي يبدأ صراعه مع المشككين.
وبهذا الشكل فسوف يخسر المعركة من الجولة الأولى.
* اليقين الاول :
هذه النقطة التي أدرك عندها ديكارت أن هناك معتقد واحد فقط ليس لديه شك به ، وهو " اعتقاده في وجوده" .
هنا ديكارت طبق تجربة الشيطان الشرير على فكرة وجوده ، فوجد أن الحالة الوحيدة التي الشيطان يستطيع أن يجعله يعتقد في وجوده ، هو ان يكون له وجود فعلاً .
كيف ذلك ... تابع القراءة لتتعرف أكثر على أفكار ديكارت ...
بقلمي رهف ناولو
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك