الروح بين الفلسفة والعلم
الجزء الثاني
الروح بين الفلسفة والعلم - الجزء الثاني تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
في المقال السابق تكلمنا عن إذا كان ما يمكن التأكد من وجود الروح علمياً وسنكمل في هذا المقال ..
تجارب علمية بخصوص الروح:
عندما خرج |تشارلز دارون| إلى العالم بنظريته العجيبة حول |التطور|، أثارت تلك النظرية ما أثارته من ردود أفعالٍ في مختلف الوسائط العلمية والفكرية والدينية وحتى بين الناس العاديين، وبغض النظر عن كل ما أثير حول تلك النظرية، فقد أثارت حفيظة طبيبٍ أمريكيٍ يدعى دنكين مكدوغال، الذي اعتبر بأن |نظرية التطور| تساوي بين الناس والحيوانات، فهي تعني بأن البشر لا يمتلكون ما يميزهم عن الحيوانات سوى العقل، متجاهلةً أي وجودٍ للروح، إلا إذا كانت الروح موجودةً لدى الحيوانات أيضاً، ومن هنا قرر دنكن إثبات وجود الروح علمياً وعملياً، واعتمد على ذلك بأن الروح يجب أن تمتلك وزناً .
فإذا استطاع قياس وزن الشخص قبل الموت وبعد الموت مباشرةً فقد يثبت وجود الروح، وبالفعل قام بوضع ستة مرضى على وشك الموت على أسرّةٍ مزودةٍ بموازين حسّاسةٍ ودقيقة جداً وكان مع مساعديه يراقبون كافة المؤشرات الحيوية للمرضى طوال الوقت، فتبيّن له بأن الوزن الطبيعي للإنسان الذي يحتضر يتناقص بمقدار 28 غرام كل ساعة، وفي لحظة الموت تماماً توقفت جميع المؤشرات الحيوية للمرضى، ونقص وزن بعضهم بمقدار 21 غرام تقريباً، فاستنتج دنكن بأن هذا النقصان ناتجٌ عن خروج الروح من الجسد، فاعتبر أنه أثبت وجود الروح، وعرف بأن لها وزناً مقداره 21 غرام، ولكن بقي عليه إعادة الاختبار على الحيوانات، وبالفعل أعاد نفس الاختبار على الكلاب فوجد بأن وزنها لم ينقص عند الموت، وهذا ما اكد أن الحيوانات ليس لديها أرواح بحسب ما اعتقده دنكن. وقد أراد دنكن إكمال أبحاثه وكان عازماً على تصوير الروح عند خروجها ولكنه مات سنة 1920 قبل أن ينجح في ذلك.
جملةٌ من الأسئلة حول ما قدمه دنكن من أهمها:
- هل قدّم دنكن الدليل القاطع على وجود الروح؟
- هل نقصان الوزن عند الموت ناتجٌ بالضرورة عن خروج الروح من الجسد أم أن له سبباً آخر؟
بالنسبة للسؤال الأول، فالإجابة هي لا، لأن الاختبار أجري على ستة أشخاصٍ فقط فلا يمكن اعتبار نتائجه دليلاً قاطعاً، خاصةً وأن النتائج لم تكن نفسها في كل الاختبارات، وقد ذكر دنكن نفسه بأن حالتين أعطتا نتائج غير منطقية، أما بالنسبة للسؤال الثاني فلا يمكن الجزم بأن نقصان الوزن ناتجٌ عن خروج الروح من الجسد فربما له أسبابٌ أخرى، ولكن حتى الآن وبعد أكثر من مئة سنة على تجارب دنكن لم يستطع أحدٌ معرفة سبب ذلك النقص على وجه اليقين.
نظريات أخرى حول الروح:
توجد عدة رؤى وأفكار ونظريات حول الروح، ولكن أشهرها ما قدّمه العالم روجر بينروز صاحب الشهرة في مجال عمله في |نظرية النسبية| وحول الثقوب السوداء، حيث كان من العاملين مع ستيف هوبكنغ الشهير، وقد قدّم نظريةً مع العالم ستيوارت هامروف مفادها أن الخلايا العصبية في الدماغ تمتلك مجموعةً من البروتينات التي تعمل وفق |نظرية الكم| (الكوانتم) فهي تستعمل قوانين ميكانيك الكم للتحكم بالدماغ والجسم البشري بمعنى أنها تقوم بوظائف الروح، وقد أقيم اختبار عام 2013 دعم على صحة هذه النظرية.
وفي الختام أود القول بأن حقيقة الروح لازالت سراً من أسرار هذا الكون، وقد تبقى كذلك إلى الأبد، ولكن مهما كانت الروح، فلنجعلها عامرةً بالحب والعطاء لأن ذلك هو أهم ما يميز بني الانسان.
إذا وجدت شيئاً مفيداً فشاركنا ولو بتعليق.
سليمان أبو طافش🔭
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك