نظرية كهف أفلاطون - فلسفة المعرفة
(الجزء الثاني)
نظرية كهف أفلاطون - فلسفة المعرفة - الجزء الثاني تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
نظرية كهف أفلاطون - فلسفة المعرفة - الجزء الثاني
إن مبرر أفلاطون في أنه نصّب الفلاسفة في جمهوريته كأولياء الأمر وأصحاب القرار ، كان هذا المبرر مبني على دراسة مفصلة في كتابه " الحق الفضيلة والمعرفة " .. تكلمنا في المقال السابق عن رمزية قصة الكهفوسنكمل في هذا المقال ..
في هذا المجال استخدم أفلاطون قصة الكهف الرمزية.
في كتاب " الجمهورية " أفلاطون كتب مجموعة من الحوارات التي دارت بينه وبين أستاذه " |سقراط|".
و الذي حُكم عليه بالاعدام بسبب أفكاره الغير عادية حينها.
ويقول جملته الشهيرة : ( الفضيلة معرفة).
على سبيل المثال .. لكي تستطيع أن تكون عادل، فيجب أولاً أن تعرف معنى مبدأ العدل.
لكن أفلاطون قرر أنه قبل أن نتكلم عن معنى المبادئ..
يجب أولاً أن نتكلم عن فكرة المبدأ نفسه ، وما الذي يجعل أي شيء يصبح مبدأ مثل " العدل او الصدق ".
أفلاطون أطلق على هذه المبادئ اسم " الأشكال النموذجية" . أو " المجردة" .
وقال : بأن المبدأ لكي يكتسب صفته ، يجب أن يبقى ثابت وغير متغير في أي زمان أو مكان.
وبهذا الشكل .. اعتقد أفلاطون أن الأشكال النموذجية يجب أن يكون لها وجود مستقل في العالم.
فمثلاً ... في العالم الذي حولنا .. هناك أشكال وأنواع كثيرة من الأحصنة ، لكننا نستطيع أن نميز صفة الحصان بمجرد أن نراه .
وهذا ما قصده أفلاطون في " فكرة الشكل النموذجي" .
فعند أفلاطون هناك شكل نموذجي أو صفات مجردة للأحصنة بمعنى أن أي كائن حي يكتسب هذه الصفات نستطيع أن نتعرف عليه كنوع أقل مثالية من الشكل النموذجي للحصان.
الأشكال المثالية عند أفلاطون موجودة في عالم الوجود أو الواقع المستقل والمنفصل عن العالم المادي الذي نعيش فيه.
في هذا العالم المجرد ، موجودة الأفكار أو الأشكال النموذجية مثل " العدل - الجمال - الصدق - الحق ....)
هذا العَالم عند افلاطون ..
لا نستطيع أن نصل إليه عن طريق حواسنا البشرية ، ولكن عن طريق المنطق والحجة.
إن مفهوم أفلاطون عن المعرفة ومكوناتها معقد وله عدة مستويات ولكي نستطيع فهم المعرفة عند |أفلاطون|، سوف نحتاج أن نفك رموز قصة الكهف.
اختلف |الفلاسفة| عبر العصور حول تفسير كامل لمعنى قصة الكهف.
لكن المعنى العام للقصة واضح وغير مُختلف عليه , فـ ( الكهف ) : يمثل عالم الحدوث او العالم المُعاش.
هذا العالم الملموس الذي نعيشه كل يوم ، بتجاربه وخبراته , عالم كل ما فيه يفتقد لصفة الكمال ، ودائم التغير.
( المساجين المقيدين ): يُمثلون الناس العادية التي تعيش في عالم الحدوث ، عالم الحواس والأوهام.
تابع القراءة لتكتمل لديك فكرة نظرية الكهف ومغذاها ...
رهف ناولو ✍🏻
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك