ما هو الذكاء وكيف نقيسه وكيف ننميه؟
الجزء الثاني
ما هو الذكاء وكيف نقيسه وكيف ننميه؟ - الجزء الثاني تصميم الصورة : رزان الحموي |
تكلمنا في المقال السابق عن تاريخ دراسة الذكاء وأنواع الذكاء ..
علاقة الذكاء بنصفي الدماغ:
كان الاعتقاد السائد بأن نصفي |الدماغ| يعملان بشكلٍ مستقلٍ عن بعضهما، فالنصف الأيمن هو المسؤول عن التفكير الشامل والجوانب اللغوية، والنصف الأيسر مسؤولٌ عن العمليات العلمية والرياضية والمنطقية، ولكن تبين وجود تفاعلٍ وتكاملٍ بين نصفي الدماغ، ويمكن لأحدهما ان ينوب عن الآخر في حال تضرره، وتشير الدراسات الكهربائية للدماغ إلى أنه أعقد بكثير مما كنا نعتقد، ولكن فهمه ليس مستحيلاً.
مفهوم نسبة الذكاء:
ساد الاعتقاد لسنواتٍ طويلة بوجود ما يسمى العمر الذهني، بمعنى أن ذكاء الشخص مرتبطٌ بعمره، فإذا أبدى ذكاءً أكثر من أبناء عمره فنقول بأن نسبة ذكائه عالية، ولكن تبين حديثاً بأن ذلك الكلام غير دقيق، فذكاء الانسان يزداد كلما تقدّم بالعمر، حتى يبلغ سن العشرين، فيصبح ذكاؤه ثابتاً ومستقراً، إلا إذا قام بزيادته بوسائل التدريب الممكنة، وفي عمر الخمسين تقريباً يبدأ الذكاء بالتراجع، وبالتالي فإن حساب نسبة الذكاء بحسب العمر غير مجدية ولم تعد مقبولة.
كبف نقيس الذكاء؟
يمكن ذلك بإجراء اختبارات على أشخاصٍ مختلفي الأعمار، ثم نجعل درجة النتائج التي يحققها معظم الأشخاص المختبرين هي مئة، فتكون هذه الدرجة هي معدل |الذكاء| الطبيعي لدى البشر، ومن يحصل على درجة أعلى يكون أكثر ذكاءً وهكذا..
وتشير الاحصائيات بأن ثلثي البشر تقريباً يمتلكون درجة ذكاء تتراوح بين 85 و115 درجة، وهذه الدرجات كلها تشير إلى نسبة ذكاء طبيعية، لأن جميع الاختبارات المتاحة ليست دقيقة مئة بالمئة، وتلاقي هذه الاختبارات الكثير من الانتقادات.
الذكاء مع الشعوب المختلفة:
عند اجراء اختبارات الذكاء الموضوعة في الغرب على شعوبٍ أخرى، مثل شعوب آسيا وافريقيا، دلّت النتائج على أن مستوى ذكاء تلك الشعوب منخفضٌ جداً، وهذا ما أفرح العنصريين وأثلج صدورهم، ولكن سرعان ما تبين بأن تلك النتائج غير صحيحة، لأن الاختبارات الموضوعة في الغرب، لم تكن مناسبة للشعوب الأخرى، وأدى ذلك إلى وضع اختباراتٍ جديدةٍ ومعايير جديدة، بحيث تصلح لمختلف البشر مهما كانت خلفياتهم العرقية والاجتماعية والثقافية، ومعظم الاختبارات الحديثة تعتمد على الصور والأنماط والمسائل الرياضية.
اختبارات الذكاء والزمن:
تبيّن منذ نهايات القرن العشرين بأن نسبة الذكاء لمجتمعٍ ما في تزايدٍ مستمرٍ مع الزمن، وهي زيادةٌ غير بسيطة، فتقريباً تزداد نسبة الذكاء بخمسين درجةً كل مئة عام، وهذا يعني أن كل جيلٍ هو أذكى من سابقه، ويعود ذلك لعدة أسباب مثل التغذية والصحة وطرق التربية وطرق التفكير ومستوى المعرفة ودرجة الثقافة والتدريب وغيرها.
هل الذكاء صفة وراثية أم أنه مكتسب؟
تشير الدراسات إلى وجود جزء من الذكاء الوراثي، ولكن التدريب والتعليم يسمحان بزيادة الذكاء وتنميته ضمن مجالاتٍ محددة وليس بشكلٍ عام، ما يعني بأن |الذكاء المكتسب| هو ذكاءٌ متخصصٌ في مجالٍ ما، أما إذا أردنا رفع مستوى الذكاء بشكلٍ، عام فيجب تدريب الدماغ على |مهاراتٍ| متنوعةٍ ولفتراتٍ طويلة، وهذا قد لا يعطي النتائج المرجوة منه.
أرجو مشاركة المقال مع الأصدقاء.
سليمان أبو طافش🔭
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك