كيف انقرضت عمالقة الأرض ولماذا؟ تصميم الصورة وفاء المؤذن |
استكمالاً لبحثنا عن كيفية انقراض عمالقة الأرض ... |الدايناصورات| ... نتابع ...
هل قصة النيزك صحيحة؟
يعتقد الكثير من الناس بأن نيزكاً ضخماً اصطدم بالأرض فجأةً وسبّب دماراً هائلاً، وأباد الديناصورات دفعةً واحدةً، مع الكثير من المخلوقات الأخرى التي عاشت في نفس تلك الفترة،
ولكن تلك الفكرة ليست دقيقةً أبداً،
فرغم أن سقوط |النيزك| كان حقيقياً، ومتزامناً مع فترة انقراض| الديناصورات|، إلا أن الحادثة لم تسر على النحو الذي يتخيله معظم الناس.
فما الذي حدث فعلاً؟
بداية الحكاية:
تشير| الأبحاث| والبقايا و|الحفريات |إلى أن الديناصورات ظهرت على الأرض قبل 230 مليون سنة، وهيمنت عليه لأكثر من 160 مليون سنة،
ولكن قبل سنواتٍ طويلةٍ من انقراضها، بدأت تعاني من عدة مشاكل،
فقد حدث تغيرٌ مناخيٌ حاد، بحيث بدأ |كوكب الأرض |يصبح أكثر برودةً، وهذا ما أثبتته الدراسات الجيولوجية لطبقات الأرض،
وهذه البرودة سبّبت تشكل الطبقات الجليدية فوق القطبين،
وبما أن الديناصورات من الزواحف، فهي من ذوات الدم البارد، أي أنها تحتاج إلى مصدرٍ خارجيٍ يزودها بالحرارة، فلم تستطع التأقلم مع المناخ الجديد، فبدأت أعدادها بالتناقص.
عوامل ساهمت بالانقراض:
قبل 66 مليون سنة، حدثت في |الهند |سلسلة من |الإنفجارات البركانية |الضخمة، التي استمرت لفترةٍ طويلة،
وأدّت لقذف كميّاتٍ هائلةٍ من الحمم والرماد والغبار، وكلها أدت لتغطية مساحات واسعة من سماء الأرض لعدة سنوات،
وساهمت في زيادة برودة الكوكب، وفي زيادة معاناة الديناصورات.
ومن هنا بدأت الديناصورات بالإنقراض، فانقراضها لم يكن فجائياً بل استغرق وقتاً طويلاً.
الغزو الفضائي:
قبل حوالي 65 مليون سنة، اصطدم بالأرض |نيزكٌ| ضخمٌ بحجم| جبل إيفرست|، وكان موقع الإصطدام في جزيرة| يوكوتان المكسيكية|، ولا زالت آثاره باقيةً حتى الآن،
وتقدّر| الطاقة |الناتجة عن ذلك الإصطدام بعشرة مليارات |قنبلة نووية| مشابهة للقنبلة التي ألقيت على| هيروشيما|،
ما أدى إلى تدمير جميع أشكال الحياة على مدى مئات الكيلومترات، وإلى اندلاع الحرائق الضخمة، التي نشرت كمياتٍ هائلةً من الغازات السامة والدخان،
ونشأت عن الإصطدام| موجة تسونامي عملاقة|، أغرقت الكثير من السواحل،
ثم هبّت رياحٌ بسرعةٍ تجاوزت 960 كيلو متر في الساعة، وملأت السماء كمياتٌ من الرماد والأتربة التي حجبت ضوء الشمس فعمّ الظلام لسنواتٍ طويلة،
فهلكت النباتات، ومات كلّ ما تبقى من الديناصورات بسبب الجوع والبرد،
ويقدر العلماء بأن 75% من الحيوانات والنباتات التي وجدت في ذلك الوقت قد اختفت.
وقد احتاجت الأرض لفترةٍ طويلةٍ جداً لتتعافى من آثار تلك الكوارث المتتالية التي لحقت بها، ولكنها استطاعت النجاة مع أعدادٍ كافيةٍ من| الكائنات الحيّة| التي اجتازت ما حدث، واستطاعت التأقلم مع البيئات الجديدة،
بل تمكنت أيضاً من| التطور |وإنتاج أعدادٍ كثيرةٍ من الكائنات الجديدة.
وبذلك يتضح بأن الديناصورات لم تنقرض فجأةً، بل خلال فترةٍ طويلة وبسبب مجموعة من العوامل التي بدأت بتغير| المناخ|، ثم الثورانات الهائلة للبراكين، وما نتج عن ذلك من كوارث بيئية، ثم جاء النيزك وتوابع اصطدامه بالأرض ليقضي نهائياً على أضخم المخلوقات التي مشت فوق سطح الأرض يوماً ما.
إذا وجدت ما أمتعك وأفادك فشارك المقال.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك