رحلة الفيروسات وصولاً إلى البشر - الجزء الأول
رحلة الفيروسات وصولاً إلى البشر - الجزء الأول تصميم الصورة : رزان الحموي |
لطالما عانى البشر من المشاكل و|الأمراض| والأوبئة بسبب |الفيروسات|، فهي السبب الرئيسي لمعظم الأمراض الفتّاكة التي يعاني منها ملايين البشر حول العالم، ولعلّ أكثر الجوانب المقلقة حول الفيروسات، هي قدرتها الغريبة على التطور والانتشار بسرعة، وقدرتها على الانتقال من الحيوانات إلى البشر، فهي تستطيع التأقلم بسرعة مع تغيرات البيئة المحيطة، ولا يكاد العلم يجد لقاحاً أو علاجاً لمرضٍ فيروسي ما، حتى يظهر غيره، بشكلٍ أكثر خبثاً وأشد فتكاً، فكأن الصراع بين البشر والفيروسات، صراعٌ أزلي، لا ينبغي له أن ينتهي أبداً، فما هي الفيروسات؟ ولماذا تمتلك تلك السمعة السيئة والمرعبة؟ ومن أين تأتي؟ وكيف تنتقل إلى البشر؟
الكائنات وحيدة الخلية:
تعتبر |الجراثيم| و|البكتيريا| وبعض الفطريات وغيرها، من الكائنات وحيدة الخلية، لأن جسم كلّ كائنٍ منها يتكون من خليةٍ واحدة، وتتكون هذه الخلية من عدة مكوناتٍ متناهية في الصغر، وتمتلك كل خليةٍ شيئاً هاماً جداً يسمى نواة الخلية، وتحتوي النواة على ما يُعرف بالمادة الوراثية أو الحمض النووي (DNA)، وهذا الحمض هو المسؤول عن حفض المعلومات الوراثية التي تحدّد طبيعة كل كائنٍ حي، وتنتقل من جيلٍ إلى جيل، كما أنه المسؤول عن عملية التكاثر التي تحدث بانقسام الخلايا بعد مضاعفة مادتها الوراثية.
ما هي الفايروسات؟
رغم التنوع الهائل للفيروسات، فإنها تتكون جميعاً من نفس التركيب، فالفيروس مجرد شريطٍ من المادة الوراثية المحاطة بغلاف يحميها يتكون من البروتينات، وتمتلك بعض الفيروسات على غلافٍ آخر مغطى بما يشبه الأشواك، وإن حجم الفيروسات أصغر بكثير من حجم الخلية، ولذلك تأخر اكتشافها كثيراً، وتُعتبر الفيروسات الحلقة المفقودة بين الكائنات الحية والجماد، فالفيروسات لا تمارس أية |وظيفة حيوية| مثل التغذية والتكاثر إلا داخل خلية كائن حي، ورغم اختلاف الطرق التي تتبعها الفايروسات لدخول الخلايا الحية، إلا أنها تستخدم نفس الخطوات تقريباً للسيطرة على تلك الخلية.
مراحل سيطرة الفيروس على الخلية الحية:
1) الالتصاق:
عندما يقترب الفيروس بما يكفي من الخلية الحية فإن أول ما يفعله هو الالتصاق بجدار الخلية، ثم يبدأ الغلاف البروتيني للفيروس بالتفاعل مع مستقبلات معينة في جدار الخلية، وينتج عن تلك التفاعلات تغيّراتٍ في تركيب الغلاف البروتيني للفيروس، ما يؤدي إلى اندماجه مع جدار الخلية المستهدفة وكأنه جزءٌ منها.
2) الاختراق:
بعد أن يندمج الغلاف البروتيني للفيروس مع جدار الخلية، تكون مادته الوراثية جاهزة للانتقال إلى داخل الخلية الحية فتنطلق نحو النواة.
3) إزالة غلاف الفيروس:
بعد نجاح الفيروس باختراق الخلية الحية، يتوجب عليه التخلص من غلافه البروتيني، ويتم ذلك باستخدام أنزيمات خاصة بالفيروس نفسه، فتتحرر المادة الوراثية للفيروس وتنطلق داخل الخلية باتجاه نواتها.
4) الاستنساخ:
بعد أن تصل المادة الوراثية إلى نواة الخلية الحية، فإنها تسيطر عليها، وتجبرها على نسخ المادة الوراثية للفيروس بدل نسخ المادة الوراثية الخاصة بها، وتستمر هذه العملية طوال الفترة المسماة فترة الاحتضان، حيث يقوم الفيروس بعملية التكاثر والانتشار بين خلايا العضو الواحد حتى يسيطر عليها بالكامل، وعندها يظهر المرض.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك