هل تنشأ الحياة من الجماد ؟
(الجزء الثاني)
هل تنشأ من الجماد؟ - (الجزء الثاني) |
تجارب و ابحاث:
تكلّمنا في المقال السابق عن الصعوبات الكامنة خلف تحوّل الجزيئات غير الحية إلى خلية حية وسنتابع في هذا المقال عن رأي العلماء ..
- إن جميع العمليات سابقة الذكر في غاية التعقيد وخاصةً أن مكونات الخلية كثيرة و متنوعة و متخصصة و لاسيما الحصول على نواة الخلية التي تحمل ما يسمى بالحمض النووي الذي يحمل كل المعلومات اللازمة لبقاء الخلية واستنساخها.
ماذا كان رأي العلماء؟
- في عام 1953 ظهر بحث هام جداً يسمى تجربة ميلر – يوري حيث جمع هذان العالمان مجموعةً من الغازات (بخار ماء، ميثان، هيدروجين، أمونيوم) التي اعتقدا بأنها تمثل الغلاف الجوي للأرض عندما نشأت الحياة عليها لأول مرة، ثم ضربا تلك الغازات بشرارات كهربائية تمثل البرق الذي كان ناشطاً جداً في تلك الفترة، ونتيجة لذلك نتجت مجموعة من الأحماض المعقدة التي تشبه كثيراً الأحماض الأمينية التي تعتبر المكونات الأساسية للحمض النووي ما أعطى إشارةً قويةً لاحتمال نشاة الحياة بطريقة مشابهة، ولكن تلك التجربة لاقت الكثير من النقد و اختلف حولها العلماء فمنهم من رأى بأن تلك النتائج لن تؤدي بأي شكلٍ من الأشكال إلى إنتاج الحياة، وهي لا تعني أبداً بأن الحياة ظهرت بهذا الشكل فتلك الأحماض الناتجة تحتاج إلى الكثير من التطور حتى تصبح حمضاً نووياً حقيقياً.
- علماء آخرون يعتقدون بأن الحياة ظهرت في أعماق البحار حيث تكثر الفوهات البركانية التي تدفع بخار المار الحار جداً و الثري بالهيدروجين ما يشكِّل عامل تحفيزٍ للجزيئات، كم أن الجليد الذي كان يغطي تلك البحار يستطيع حماية تلك الجزيئات من العوامل و المؤثرات الخارجية ما يسمح لها بالتطوّر أكثر، وقد اكتشف العلماء حديثاً عدداً هائلاً من أشكال الحياة البدائية حول فوهات البراكين النشطة في أعماق البحار و المحيطات وعلى أعماقٍ كبيرةٍ و في ظروفٍ قاسيةٍ من الحرارة و الضغط ما يجعل الحياة هناك أمراً مستحيلاً، وذلك ما يدعم فكرة نشوء الحياء في بيئة مماثلة.
- فريقٌ آخر من العلماء يرون بأن الحياة نشأت في الطين لأن الطين يستطيع أن يحتجز الجزيئات و يحفظها مع بعضها ويحفزّها على التفاعل و التطور لتعطي مركبّات معقدة، بل إن تلك المركبّات تحمل شكلاً ما من المعلومات البسيطة وهذا شكل أوليٌ للحمض النووي الأكثر تعقيداً.
- كذلك يعتقد بعض العلماء بأن الحياة لم تنشأ على الأرض بل جاءت من الفضاء الخارجي مع النيازك التي تسقط على الأرض و هذا جعل العلماء يبحثون عن أي موادٍ عضويةٍ على النيازك الساقطة من |الفضاء|، ولكن ذلك لا يفسّر نشأة الحياة بحد ذاتها فحتى لو جاءت الحياة من مكان آخر غير الأرض فيبقى السؤال كيف نشأت هناك؟
نرجو مشاركة المقال مع الآخرين.
سليمان أبو طافش🔭
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك