مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/17/2021 09:20:00 م

رحلة الفيروسات وصولاً إلى البشر - الجزء الثاني


رحلة الفيروسات وصولاً إلى البشر - الجزء الثاني
رحلة الفيروسات وصولاً إلى البشر - الجزء الثاني
تصميم الصورة: رزان الحموي

استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول رحلة الفيروسات وصولاً إلى البشر

 أشهر الفيروسات ذات المنشأ الحيواني:

من المعروف بأن غالبية |الفيروسات| الفتاكة التي سببت الأوبئة للبشرية، انتقلت إلى البشر من الحيوانات، ومن هذه الفيروسات نذكر: |فيروس| "إيبا" الذي ظهر في ماليزيا، وانتقل من الخنازير إلى المزارعين ثم إلى بقية الناس، ولكنه انتقل إلى الخنازير من بعض أنواع الخفافيش، التي تعيش في جوار مزارع تربية الخنازير. وهناك أيضاً فيروس "|سارس|" الذي انتقل أصلاً من أحد أنواع القطط البرية المعروف بقط الزبّاد، ولا ننسى فيروس |إنفلونزا الطيور|، وفيروس |جنون البقر|، وغيرها الكثير، حتى ظهر حديثاً فيروس |كورونا|.


أنواع الفايروسات من حيث قدرتها على الانتشار؟

هناك نوعان من الفايروسات من حيث قدرتها على استهداف الكائنات الحية، فالنوع الأول، متخصص الانتشار، أي أنه لا يستطيع استهداف أنواعٍ كثيرةٍ من الكائنات الحية، وهذا يجعله قليل الخطورة، أما النوع الثاني فهو الفايروسات عامة الانتشار، وهو قادرٌ على استهداف أعدادٍ كبيرةٍ من أنواع الكائنات الحية، وهو الأكثر خطورةً. 


كيف تنتقل الفايروسات إلى الحيوانات؟

في بداية رحلة الفايروس، فإنه يصيب أحد الحيوانات، لأن الحيوانات أكثر اختلاطاً بالطبيعة ومكوناتها، فيحاول السيطرة عليه، وهي أصعب مرحلة يواجهها الفايروس، واجتيازها لا ينجح غالباً، ولو كانت جميع هجمات الفايروسات ناجحةً لانقرضت الحياة على الأرض، وغالباً ما يكون جهاز المناعة للحيوان قادراً على هزيمة الفايروس والتخلص منه، ولكن في بعض الحالات، ينتصر الفايروس على الحيوان وينتقل لفردٍ آخر، فيصبح أقوى في مواجهة أجهزة المناعة المختلفة، وأقدر على الانتشار، وعندها تبدأ رحلة الفايروس بالانتقال إلى البشر.


كيف تنتقل الفايروسات من الحيوانات إلى البشر؟

بعد انتقال الفايروس من حيوان إلى آخر، فإنه يصبح أقوى وأقدر على مجابهة الجهاز المناعي للبشر، وتبدأ غالباً عملية الانتقال الأولى من الحيوان إلى مربّيه الذي يكون على احتكاكٍ دائمٍ به، ثم ينتقل الفايروس من شخصٍ إلى آخر بطرقٍ مختلفة، مثل الهواء وسوائل الجسم وغيرها، ومع كل عملية انتقالٍ يقوم بها الفايروس من عائلٍ إلى آخر، يتوجّب عليه إجراء بعض التعديلات في تكوينه لكي يتلاءم مع الظروف الجديدة التي يجد نفسه فيها، ولذلك فإن العوائق كثيرةٌ أمام الفايروس حتى يصل إلى خلايا البشر ويسيطر عليها، ولكنه عندما ينجح في اجتياز جميع تلك العوائق، فإنه يتحول إلى وباء.


وهكذا نصل إلى حقيقة أن الفايروسات كائناتٌ عجيبة، فهي ليست كائناتٍ حيةٍ بكل معنى الكلمة، وهي أصغر بكثيرٍ من أي كائنٍ حي، وتمتلك بنيةً بسيطةً أبسط من بنية جميع الخلايا الحية، ولكنها تمتلك من الخبرة والدهاء ما يجعلها قادرة على مواجهة أقوى أجهزة المناعة، واختراق مختلف أنواع الخلايا، والسيطرة عليها، ثم إجبارها على العمل لصالحها بدلاً من محاربتها.


لكي تنتشر المعرفة بين الناس شارك المقال.


بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.