اكتشاف الكوكب السابع واستكشافه والوصول إليه - الجزء الأول
كواكب المجموعة الشمسية:
حتى عام 1781 كان عدد الكواكب المعروفة في |المجموعة الشمسية| ستة كواكبٍ فقط، هي الأرض والكواكب الخمسة التي يمكن رصدها بالعين المجردة في ليلة صيفٍ صافية، (|عطارد|، |الزّهرة|، |المرّيخ|، |المشتري|، و|زحل|)، ولكن حدثت صدفةٌ فريدةٌ من نوعها، عندما استطاع الفلكي الهاوي والموسيقار وليم هيرشل في إحدى ليالي آذار الصافية من عام 1781 أن يرصد جسماً غريباً في الفضاء بواسطة تلسكوبه البسيط، وكان ذلك الجسم هو الكوكب السابع الذي أطلق عليه اسم اورانوس.
سلسلة اكتشافات:
بعد رصد |أورانوس| لأول مرّةٍ بمئةٍ وسبعين سنة، أمكن تصويره لأوّل مرة مع أقماره الخمسة والباهتة، أما تصوير حلقاته فلم يكن ممكناً حتى عام 1984، وفي عام 1977 أطلقت ناسا أول مركبة لاستكشاف الكواكب الثلاثة البعيدة، وما سمح بذلك هو ما يسمى بتراصف الكواكب، بحيث اصطّفت في تلك السنة جميع كواكب المجموعة الشمسية على خطٍ واحد، وهذه ظاهرةٌ طبيعيةٌ تتكرر كل مئةٍ وخمسةٍ وسبعين سنة، وهذا يجعل إطلاق المركبات الفضائية نحو عدة كواكب أسهل وأقل كلفةً، بحيث يمكن الاستفادة من جاذبية تلك الكواكب لدفع المركبة وإكسابها المزيد من السرعة وتوفير الكثير من الوقود.
مهمة فوياجر1:
|فوياجر|1 هي المركبة الأولى التي أطلقتها |ناسا| نحو الكواكب البعيدة، وكانت مهمتها هي الوصول إلى المشتري الذي سيدفعها بجاذبيته نحو زحل، وبعد أن تلتقط الصور المناسبة لكلا الكوكبين، فإنها ستتابع رحلتها نحو خارج المجموعة الشمسية. ولا زالت رحلتها مستمرةً حتى الآن. وقد وصلت أقصى سرعة لها إلى 90 ألف كيلو متر في الساعة.
مهمة فوياجر2
أما مهمة المركبة الثانية التي أطلقتها ناسا نحو الكواكب البعيدة، فكانت الوصول إلى زحل وتصويره، واستغلال جاذبيته للوصول إلى أورانوس وتصويره، قبل أن تكمل رحلتها نحو نبتون والفضاء البعيد، وقد وصلت هذه المركبة إلى أورانوس سنة1986، أي أن رحلتها قد استغرقت حوالي تسع سنوات.
وقبل وصول المركبة إلى أورانوس بأربعة أيام، لاحظ العلماء على الأرض بأن الصور الواصلة إليهم لم تكن واضحة، بسبب عطلٍ في الحاسوب، ولكنّهم استطاعوا إصلاح الخلل عن بعد، بإرسال برنامجٍ خاصٍ إلى حاسوب المركبة، فعادت الصور لتصل واضحةً كاشفةً السحب الضبابية التي تغطي أورانوس، وقد بيّنت تلك الصور بعد دراستها وتحليلها أن سمك الغلاف الجوي لأورانوس أكثر من ستة آلاف كيلومتر، وبأنه مكونٌ من |الهليوم| و|الهيدروجين|، ويعلو سطح الكواكب بحارٌ شاسعةً من الغازات السائلة المكونة من الميثان والنشادر، وإن عمق هذه البحار يصل إلى أكثر من عشرة آلاف كيلومتر. أما قلب الكوكب فهو من الصخور الملتهبة.
خصائص فريدة لكوكب أورانوس:
يزيد قطر أورانوس عن قطر الأرض بأربعة أضعاف، ولا تزيد درجة الحرارة عليه عن مئتي درجة مئوية تحت الصفر، وهو مائل على محوره بشكلٍ عموديٍ تقريباً، ما يعني أن الشمس تتعامد على أحد القطبين وليس على خط الاستواء، وهذا يعني عدم حدوث ظاهرة تعاقب الليل والنهار التي نجدها على الكواكب الأخرى، ولذلك فإن كلاً من النهار والليل على أحد نصفيه يستمر لمدة عشرين سنة. وفي منتصف الظهيرة لا تزيد درجة الإنارة عليه عن جزء واحد من ثلاثة آلاف جزء من شدة الإنارة على الأرض.
أما الرياح على أورانوس فهي فريدةٌ أيضاً، لأنها ترسم دوائراً متمركزةً حول القطب الذي يبدو ساكناً تماماً لأنه مركز كل الرياح والأعاصير.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك