قصة سيارات مرسيدس بينز منذ بدايتها تصميم الصورة رزان الحموي |
استكمالاً لمقالنا السابق نكمل ...
جرأة الزوجة تنقذ الموقف:
في ذلك الوقت (سنة 1888)، كانت الكنيسة تحرّم على المرأة قيادة العربة التي تجرّها الخيول، فلما رأى الناس امرأة تقود عربةً تنفث خلفها الدخان أصابتهم الدهشة،
وانقسموا بين خائفٍ من اقتراب يوم القيامة، ومتفائلٍ ببداية عهدٍ جديد،
فإذا كانت المرأة قادرةً على قيادة "وحش الدخان"، فإن أي رجلٍ يستطيع ذلك، وهذه هي الرسالة التي أرادت بيرتا نقلها إلى الناس،
فتعمّدت الوقوف في بعض السّاحات للتزوّد بالوقود من الصيدليات، لكي يشاهدها أكبر عددٍ من الناس.
انطلاقة جديدة:
عندما وصلت بيرتا إلى منزل والدتها في آخر النهار، أرسلت برقيةً لزوجها تشرح له ما حصل، وبأن نيّتها كانت نقل فكرته إلى أكبر عددٍ من الناس،
وقد أكرمت الحكومة الألمانية بيرتا فيما بعد، بإقامة سباق رالي الخاص بالسيارات القديمة،
وبعد تلك المغامرة بشهرٍ واحد، أقيم معرضٌ في ميونخ، فذهب كارل للمشاركة في المعرض، ولكنه احتاج إلى موافقة الشرطة الألمانية على نقل سيارته، فلم يستطع الحصول على ترخيصٍ رسمي، بل اكتفى رجال الشرطة بالتعاطف معه وغض النظر عن سيارته.
مصنع بينز للسيارات:
وصل كارل إلى |المعرض| وبدأ بتشغيل سيارته وعرض إمكاناتها أمام الناس، فبدأت الصحف تتحدث عن سيارته،
وما أن انتهى المعرض حتى حصل على أعلى وسامٍ من السلطات الألمانية،
وبعد سنةٍ من ذلك، أعاد التجربة في معرضٍ في |فرنسا|، وحالفه النجاح مرةً أخرى هناك، بل أقدم عليه المستثمرون الفرنسيون للحصول على عقودٍ للتوريد والتجميع والتصنيع،
فبدأ اسم بينز يرتقي كأول مصنّعٍ للسيارات في العالم.
الاندماج مع شركة دايملر مرسيدس:
استمر صعود اسم شركة سيارات بينز في الصعود إلى عام 1925، حيث اندمجت الشركة مع شركةٍ أخرى لتصنيع السيارات اسمها دايملر| مرسيدس|،
فظهرت علامة "مرسيدس بينز" المعروفة حالياً،
وعندما أصبح كارل بينز في نهاية أيامه كان يرغب بشيءٍ واحدٍ فقط، هو العودة إلى مدينته القديمة لرؤية سيّارته الأصلية،
ولكن حالته الصحيّة لم تسمح له بذلك، فقام أبناؤه بتجميع كل ابتكاراته ومراحل تطور سيارته أمام نافذة غرفته، حيث وقف وشاهد ما أنجازه طوال حياته دفعةً واحدة، ثم انتقل إلى جوار ربه.
كانت تلك حكاية ظهور وصعود سيارات مرسيدس بينز، عرضتها لكم من خلال مسيرة |كارل بينز|،
أما حكاية دايملر مرسيدس، النصف الآخر لشركة مرسيدس بينز، فتلك حكايةٌ أخرى قد نعرضها عليكم في مقالة أخرى.
إذا كنت شغوفاً بالسيارات والآلات وقصص نشوئها وتطورها فشارك المقال.
بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك