مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/26/2021 03:43:00 م

 كيف انتصرت شركة إنتل على شركة موتورولا؟ - الجزء الأول




في ثمانينيات القرن الماضي، دخلت شركتي |انتل| و|موتورولا| بما يشبه الصراع، فكلاهما تبذل أفضل ما لديها للاستحواذ على صناعة |المعالجات الصغرية| (Micro Controllers) التي أصبحت أساس |صناعة الحواسيب|، وبالتالي سيدة صناعة البرمجيات، فكان الإنجاز الأبرز الذي قدمته شركة إنتل هو المعالج الصغري المسمّى 8086، وهو عبارة عن دارة متكاملة على شكل شريحة رقيقة (IC)، قادرة على إنجاز العمليات الحسابية والمنطقية التي تشكّل أساس عمل الحواسيب الحديثة.


طرق إدارية مختلفة:

تعيّن "آندرو غروف" في شركة انتل منذ تأسيسها، بمنصب مدير العمليات، تحت قيادة "غوردون مور" وإدارة "روبرت نويس"، وقد اختلف أسلوب آندي عن أسلوب نويس كثيراً، فقد تميز روبرت نويس بسلاسته ولطفه مع الموظفين، فكان يتصرّف معهم كالأب الراعي، بينما استخدم آندي الأسلوب الخشن، وكان صارماً جداً، فبدأ إدارة الشركة في سنة 1974 بفرض أسلوب عملٍ جديد، وطريقةٍ جديدة لمحاسبة الموظفين.


أسلوب آندرو كمديرٍ لانتل:

ما أن استلم آندرو إدارة شركة انتل، حتى طلب من جميع العاملين لديها وضع خططٍ مستقبلية بكل تكاليفها، كلٌّ ضمن مجاله، وأكد أنه سيحاسب كل شخصٍ بحسب ما أنجزه في خطته، من خلال اجتماعاتٍ دورية، وكان دقيقاً جداً في مواعيد العمل، وتشدد كثيراً مع غير الملتزمين بها، ولكن هذا الأسلوب لم يتوافق مع الكثير من المهندسين المبدعين الذين قامت على أكتافهم شركة انتل، فبدؤوا يغادرون الشركة تباعاً، وبعضهم قام بفتح شركاتهم الخاصة، مثل شركة ZILOG التي أصبحت فيما بعد منافساً قوياً لانتل تفوّقت عليها في بعض الأوقات.


نحو مزيدٍ من التخصص:

رغم أن "آندرو غروف" بأسلوب إدارته قد دفع الكثير من المبدعين إلى مغادرة انتل، إلا أنه حوّل شركة انتل إلى آلةٍ عملاقةٍ لصنع الأرباح، فقد تخصّصت في صناعة المعالجات الصغرية والذواكر، ولكنها لم تستمر كثيراً في صناعة الذواكر، لأن اليابانيين سرعان ما سيطروا على هذا السوق بأسعارهم الرخيصة ومواصفاتهم العالية.


رهانٌ خاسر:

اضطرت شركة انتل إلى الاستسلام أمام تفوق اليابانيين في صناعة الذواكر منذ منتصف الثمانينيات، ولكن ذلك جعلها تصبُّ جلَّ اهتمامها على صناعة المعالجات الصغرية، ما جعلها قادرةً على انتاج جيلٍ جديدٍ منه كل سنتين تقريباً، حتى أنتجت المعالج 8086 المخصص للحواسيب، وكان طفرةً حقيقيةً بمجاله في ذلك الوقت.


تحقيق الفوز الأول:

كان إنتاج المعالج 8086 بمثابة الانتصار الأول لشركة انتل على بقية المنافسين مثل شركة موتورولا، وذلك دفع الشركات المنافسة إلى التسابق على إنتاج المعالجات الأفضل، وكان السبق للمعالج 68000 الذي أنتجته موتورولا، والذي استطاع الاستحواذ على سوق المعالجات مسبباً ضرراً كبيراً لشركة انتل.



معركةٌ لا بد منها:

لم تكترث إدارة انتل لخطورة الأمر في بدايته، ولكن شكاوى مدراء المبيعات بدأت تكثر، وانعكست على أرقام وتقارير المبيعات، فأصبح الوضع فجأةً وضعاً مرعباً داخل الشركة، فشعر العاملون فيها بالإحباط، وكان على "آندرو" التصرف بسرعة، فجمع طاقمه وأكد لهم ضرورة الخروج من هذا المازق بأي شكل.


 اقرأ المزيد...


بقلمي سليمان أبو طافش ✍️

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.