كيف انتصرت شركة إنتل على شركة موتورولا؟ - الجزء الثاني
كيف انتصرت شركة إنتل على شركة موتورولا؟ - الجزء الثاني تصميم الصورة: ندى حمصي |
استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول كيف انتصرت شركة إنتل على شركة موتورولا؟
حلولٌ سريعة:
لم تجد إدارة |انتل| مخرجاً لها من ذلك المأزق، إلا بتغيير أسلوبها الإعلاني، فقد كانت تعتمد على أن معالجاتها هي الأسرع، ولكن التقارير أشارت إلى أن السرعة وحدها لا تكفي لجذب العملاء، فقررت الشركة التركيز على جوانب أخرى، أهمها إلى جانب السرعة، الجودة والأمان، معتمدين على كون شركة انتل متخصصةً في إنتاج المعالجات فقط، وهذا سيجعلها الأفضل، كما قررت الشركة إضافة خدمة العملاء على منتجاتها.
العودة إلى السباق:
بالإضافة إلى ما سبق، فقد أكّدت الحملة التسويقية الجديدة لمعالجات انتل على ترابط منجاتها مع بعضها البعض، فعند رغبة العميل بتحديث حاسوبه باستخدام جيلٍ أحدث من المعالجات، فلن يواجه أية مشاكل أو صعوباتٍ في ذلك، ومع امتلاك فريق انتل لأفضل المسوقين، لم يكن من الصعب عليها استعادة السوق الذي خسرته.
قفزة نوعية:
رغم كل ما سبق، فقد بقيت أمام إدارة انتل مهمةٌ لا بد من إنجازها لكي تضمن نجاح خطتها التسويقية الجديدة، وهي ضرورة إقناع موظفيها أنفسهم بجودة منتجاتها، فاهتمت الإدارة كثيراً بهذا الشأن حتى حققت ما أرادت، وهنا ترتّب عليها التأكد من نجاح ما قامت به، وذلك من خلال مراقبة المبيعات والجهات التي تذهب المبيعات إليها، ومن هنا بدأت انتل مرحلةً جديدةً في مسيرتها، عندما دخلت شركة IBM ضمن مجموعة عملائها.
ضربة حظ:
في سنة 1978 انطلقت شركة IBM مع الكثير من الشركات المتخصصة بصناعة |الحواسيب| مثل |آبل| وغيرها، ولكنها كانت الأبرز من بينهم، ومع بروز أهمية الحواسيب الشخصية ومستقبلها الواعد، توجّهت شركة IBM، إلى إنتاج الحواسيب الشخصية، ورغم أنها كانت تصنع جميع مكونات منتجاتها بنفسها، إلا أنها وجدت معالجات انتل وبرامج |مايكروسوفت| أكثر ملاءمة لحواسيبها، وهنا ابتسم الحظ لشركة انتل.
إتمام الصفقة:
لم تتوجه شركة IBM إلى معالجات انتل مباشرةً، بل اتجهت بدايةً إلى معالجات |موتورولا|، ولكن شركة موتورولا لم تكن قادرةً على تلبية الطلبات الكثيرة من المعالجات لصالح شركة IBM، فاستغلّ أحد مندوبي مبيعات شركة انتل ذلك وتوجه إلى IBM، وعرض عليهم معالج انتل، الذي حاز على إعجابهم فبدأ العمل بين الشركتين، ولكن شركة IBM اشترطت وجود شركةٍ أخرى تصنع نفس معالجات شركة انتل تحسباً للحالات الطارئة.
المزيد من التعاقدات:
لم تستطع شركة انتل التفريط بالفرصة الذهبية التي وصلتها مع شركة IBM، فتوجب عليها قبول الشرط، وبدأت تبحث عن شركةٍ تستطيع التفاهم معها لكي تُنتج معالجاتها، فوقع الاختيار على شركة AMD، التي لم تكن شركةً كبيرةً، فكان من السهل التعامل معها، خاصةً وأنها لا تمتلك أي منتجٍ خاصٍ بها.
لم تدم الشراكة طويلاً بين انتل وشركة IBM، ولكن فترة الشراكة كانت كافيةً لكي تنهي شركة انتل صراعها العنيف مع شركة موتورولا، محققةً فوزاً ساحقاً عبر تعاقدها مع شركة IBM عملاق صناعة الحواسيب الشخصية، فهل ستستمر شركة انتل بتفوقها وانتصارها على منافسيها؟ أم أن الأيام القادمة ستظهر لنا ما لا نتوقعه؟
إذا كنت تمتلك إجابةً أو تصوراً ما، فشاركنا بمعلوماتك.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك