ملخص رواية امرأة بطعم التوت
رواية امرأة بطعم التوت هي رواية أدبية اجتماعية لمؤلفتها الروائية الشهيرة حلا المطري، صدرت الرواية عن دار تويا للنشر والتوزيع سنة2017م ، تتألف الرواية من 231 صفحة.
تدور أحداث الرواية حول فتاة من أسرة ملتزمة تعيش ظروف قاسية تجعلها تتمرد على واقعها لتبدأ حياة جديدة بعيداً عن المكان والظروف التي تربّت عليها ، فمالذي يحصل مع البطلة ؟ وكيف يصبح نمط حياتها؟ وهل تتمكن بالفعل من التحرر من واقعها؟ هذا ما سنتعرف عليه معاً.
تحكي رواية امرأة بطعم التوت قصة طفلة تدعى "ريم عبد الجواد"
، تنشأ "ريم" ضمن أسرة متدينة بشدة، ومنذ طفولتها المبكّرة تبدأ أصابع التحذير والتوبيخ تُوجَّه إليها في حال لعبت مع أحد الأطفال الذكور، ومن ثم تُجبرها العائلة على ارتداء الحجاب وهي لا تزال طفلة صغيرة السن، جميع هذه التنبيهات والتحذيرات والتوبيخات تجعل تفكير "ريم" ينحصر في جسدها الذي أصبح عورة على الجميع منذ مراحل طفولتها المبكرة.
تكبر "ريم" وتبدأ في التفكير في كيفية الانتقام من أهلها وفكرهم التربوي المتشدد وتسعى إلى تحرير نفسها من خلال تحرير جسدها ظناً منها أن تحرير جسدها الذي ظل مكبوتاً لأعوامٍ طويلة هو الذي سيحررها من قيود |الأهل والمجتمع| ، فراحت تبني علاقات كثيرة منها ماهو مع زميلها في المدرسة ومنها ماهو مع طالب الثانوية وغيرهم
ثم ما وجدت "ريم" حلاً أمامها إلّا الهروب من عائلتها وكسر سجنها، فقررت أن تهاجر مع رجل أجنبي تعرفت عليه عبر شبكة الانترنت.
تعيش "ريم" مع الرجل الذي هربت معه والذي يكبرها بعشرين عاماً كرفيقة منزل دون أي ضابط شرعي أو ارتباط يفسر طبيعة العلاقة بينهما، لكن هذا الحل لم يجعل "ريم" هادئة مرتاحة البال، بل جعلها تعيش حياةً مُرة مليئة بلوم النفس وتأنيب الضمير على الحال الذي أصبحت عليه.
تنتقل الكاتبة بين الماضي والحاضر
بشكل متكرر وتبحث وتفتش في الماضي عن مبررات تصرفاتها اليوم، لتوصل لنا فكرة أن تصرفاتنا وسلوكياتنا في الحاضر والمستقبل ماهي إلا نتائج لما زُرع بداخلنا في صغرنا، وفي هذا السياق تذكر الكاتبة قصة أخيها حسام الذي كبُر وهي يلدغ ببعض الأحرف، فعندما يُسأل عن اسمه يجيب "حثام" بدلاً من "حسام"، علماً أنه لم يكن يعاني أبداً من مشاكل في النطق،
لكن سبب هذا السلوك هو عادة اكتسبها بسبب أمّه التي كانت تعنّفه وهو صغير، وكان تعنيفها الشديد والمبالغ فيه ماهو إلّا نتيجةً لخوفها الشديد على أولادها، تذكر "ريم" أنه عندما بدأت الأسنان اللبنية لأخيها حسام تهتز لتقع وتأتي الأسنان الدائمة بدلاً منها، كانت والدته توبّخه بصورة مستمرة وتحذره من العبث بها أو تحريكها بلسانه وتخبره أنّ تحريكه لها سيجعل أسنانه أشبه بأسنان الوحش، هذا التوبيخ الدائم جعل "حسام" في حالة خوف مستمر من أن تتحول أسنانه إلى أسنان وحش، فراح يتحدث ويتكلم وهو يضع لسانه في أجوف فمه خشية أن يلمس أسنانه، فعندما كبر كبرت معه هذه العادة.
تعود الكاتبة إلى الحاضر وتتحدث عن رغبتها الشديدة في العودة إلى طريق الصواب
فتجد نفسها في كل مرة تذهب وتتطهر وتتوضأ لتصلي ركعتي توبة إلى الله ع وجل لكنها تفشل في ذلك، وتكرر هذا الفعل، بين الحين والآخر تتوضأ وتنوي| صلاة التوبة|
في إشارة من الكتابة أن |الفطرة السليمة| لا تزال مزروعة بداخل الطفلة وكثيراً ما تطلب من صديقها أن يأخذها إلى |الكنيسة| وهنالك تعترف للقسيس بكل ما اقترفته من ذنوب وخطايا، وتنوي في داخلها التوبة وعدم العودة إلى الغلط.
في الواقع وجدت أن رواية امرأة بطعم التوت رواية جريئة تناولت قضية حساسة وهي| الضغط الأسري| وأسلوب التربية الخاطئة ونتائجه الوخيمة على الفرد والأسرة والمجتمع ككل،
بشكل عام لقد أعجبتني الرواية بشدة لاسيما وأنها تناولت قضية حساسة وجريئة
وأنت ماذا عنك؟ شاركنا رأيك.
بقلمي هيا الشيخ
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك