رحلة مع كتاب المستثمر الذكي لـ بنيامين غراهام والأسرار العميقة في شراء الأسهم الاستثمارية - صالح شاهين

رحلة مع كتاب المستثمر الذكي لـ بنيامين غراهام والأسرار العميقة في شراء الأسهم الاستثمارية

رحلة مع كتاب المستثمر الذكي لـ بنيامين غراهام والأسرار العميقة في شراء الأسهم الاستثمارية
تصميم الصورة : رزان الحموي

عمر هذا الكتاب قارب أكثر من 70 عام ورغم أنه يزيد على 800 صفحة، لكنه كتاب يستحق القراءة وخاصة من يدخل في مجال الاستثمار والبورصة، حيث كان سبب في ثراء وارين بافيت الذي يعتبر| ثالث أغنى رجل في العالم| ، يشير بافيت أن الفصل الثامن والفصل العشرين من هذا الكتاب قد شكل الحجر الأساس لنشاطه الاستثماري فقد تعلم منه الاستثمار بسوق الأسهم والتفكير بسوق الأسهم ، كما نصح من يريد أن يدخل في هذا المجال الرجوع إليهما في نشاطه.

يدور الكتاب حول ماهي العوامل التي يتم عليها بناء الأسهم المستثمر الذكي ، وعليه نتوقف مع الأب الروحي(غراهام) لمدرسة الاستثمار بناء على القيمة الحقيقية 

 وقواعد الاستثمار هي 

القيمة الحقيقية هي أساس الاستثمار:

 على المستثمر أن ينظر إلى الشركة التي أصدرت السهم على أنها القيمة الحقيقية، وليس إلى قيمة السهم أكان سعره مرتفعاً أم منخفضاً، أطلق على| البورصة| بإسم شخص يدعى مستر ماركيت يأتي كل يوم لصاحب السهم يعرض عليه سعراً مرتفعاً أو منخفضاً فيقول غراهام إن المستثمر الذكي لا ينجر بسهولة وراء مستر ماركيت، فيبيع السهم ما دام مقتنعاً بقيمة الشركة التي أصدرت السهم.

ثانياً القيمة مقابل السعر:

 يرى غراهام ان أهم عاملين يجب التركيز عليهما |السعر والقيمة|، والمستثمر الذكي يعرف معنى المصطلحين جيداً ويستطيع التمييز بينهما، والسعر ما يدفعه المستثمر للحصول على السهم، وأما القيمة هي ما يتسلمه في حال بيع السهم، ويعتقد غراهام غالبية العظمى من المستثمرين لا يدركون الفرق بين سعر السهم وقيمته ويقول إن السعر والقيمة مرتبطان ببعضهما فتتباعد القيمة عن السعر مرتفعة وأحياناً منخفضة، ويرى أن المستثمر الذكي لا يتأثر بطبيعة السوق سواء كان  في وضع صعوداً أو هبوط، بل يركز على القيمة الحقيقية للسهم.

ثالثاً المضاربة مقابل الاستثمار:

 يعتقد برهام أن النجاح في الأجل الطويل، ويقول إن بيع وشراء الأسهم يعبران عن |علم الاختيار|، وكثيراً من المستثمرين يقولون أن الأسهم وجدت من أجل المضاربة والربح السريع، ولكنهم لا يرسمون خطة للنجاح على المدى البعيد، ويقول برهام أن المستثمر الذكي هو من يضع خطة عمل ويلتزم بها قد الإستطاعة والإمكان كي يزيد فرصه في |النجاح| .

رابعاً التعامل مع السهم أنه حصة في شركة قائمة:

 بمعنى أن المستثمر الذكي يتعامل مع السهم بأنه مشروع قائم وليس مجرد ورق فقط للتداول، ويعتقد غراهام أن |قيمة السهم| تتأثر بقيمة الشركة، كلما زادت كلما أدى ذلك إلى زيادة قيمة السهم، والعكس صحيح،

 ومن هذا المنطلق استنتج غراهام مبدأين أساسين في عالم الاستثمار وهما:

1- الهامش والأمان:

 يمكن للمستثمر في ظروف معينة شراء سهم أقل من قيمته الحقيقية، وكلما قل السهم من قيمته الحقيقية قل عامل المخاطرة.

2- توجه المستثمر نحو تقلبات السهم والسوق:

 ويقول أن المستثمر بعد أن ينتهي من دراسته، ويقرر الإستثمار في سهم ما، لا يجب أن يلتفت لمتغيرات خارج دراسته (تذبذب سعر السهم لأسباب خارج دراسته)، فالمستثمر الذكي شخص واقعي يبيع للمتفائلين، ويشتري من المتشائمين.

وتحقيقك لنتائج استثنائية سوف يعتمد على الفكر والجهد الذين سوف تستعين بهما استثماراتك وعلى الإتجاه السائد المتواجد في السوق في خلال انخراطك في نشاطك في السوق

 وعليه إن عملية الإستثمار هي الدراسية المبنية على خمس قواعد

1- تبني التحليل السليم قبل الدخول في عملية الإستثمار بعيداً عن العواطف.

2- تخفيض عامل الخطورة قدر المستطاع، والمحافظة على رأس المال بحيث تكون المخاطر ذات عامل خطورة مقبول.

3- أن تكون عملية الإستثمار ذات عائد مالي مرضي.

4- أن يكون سعر الشراء أقل من القيمة الحقيقية الحالية أو المستقبلية الناتجة عن التحليلات المستقبلية.

5- لا تتأثر كمستثمر على العوامل الطبيعية المتغيرة للأسواق بل يتم التركيز على قيمة السهم أساساً.

فأي عملية استثمار لا تجمع القواعد السابقة أو تفقد جزء منها تعتبر عملية مضاربة أو مغامرة، وعلى ذلك فإن الإستثمار في سوق  الأوراق المالية والذي يعدنا بعائد مرضي ومخاطر أقل يجب أن يبنى على أساس القيمة الحقيقية للسهم.

ما رأيك كمستثمر في سوق الأسهم، هل هذه القواعد مفيدة الآن؟ شاركنا رأيك بالتعليقات

بقلمي صالح شاهين