ماذا لو فصلنا بين الأغنياء والفقراء؟! .. رواية يوتوبيا
ماذا لو فصلنا بين الأغنياء والفقراء؟! .. رواية يوتوبيا تصميم الصورة : رزان الحموي |
ماذا لو فصلنا بين الأغنياء والفقراء؟!
لاشكّ في أنّ كل مكان وكل مجتمع يتّصف بالتّنوع والتعدد، ففي كل تجمُّع بشري قد تجد النشيط والخمول، الرقيق والقاسي، الطيب والخبيث، الغني والفقر.
لكن ماذا لو تم تصنيف البشر على أساس النوع؟!!
أقصد ماذا لو قمنا بوضع الأثرياء في مكان منفصل تماماً عن مكان تواجد الفقراء؟!! ياتُرى ماذا ستكون النتيجة؟؟
لا تفكر كثيراً، اقرأ معي قصة كتاب يوتوبيا لمؤلفه أحمد خالد توفيق لنتعرف معاً إلى عواقب التفريق بين الإنسان والآخر.
الاسم الذي تحمله الرواية "|يوتوبيا|" هو اسم افتراضي من مخيلة الكاتب، أراد أن يشير فيه إلى مدينة موجودة في |مصر| وبالتحديد على الساحل الشمالي، لكن ما يُميز يوتوبيا عن غيرها من المدن الأخرى هو أنّ الدخول إلى |يوتوبيا| كان حكراً على الأثرياء الذين يعيشون منفصلين تماماً عن الفقراء، فلا يدخلها أيُّ فقير بل يظل الفقراء خارج المدينة، أولئك الفقراء الذين لم يكن لوجودهم أي معنى، وليس لهم أيّ مكانة في المجتمع، بل إنّ وجودهم ودورهم يبقى مقتصراً ومسخراً فقط لخدمة الأثرياء.
تبدأ أحداث الرواية ..
عندما يفكر رجلين من سكان يوتوبيا الأثرياء بالخروج منها سعيّاً إلى إرضاء رغباتهم الشخصيّة في التسلية والاستمتاع في قهر الفقراء وإذلالهم، ينجح هذان الرجلان في الوصول إلى هدفهم المتمثل بالخروج من يوتوبيا وقتل أحد الفقراء والاحتفاظ بذراعه كتذكار وإشارة ودليل على فعلهم الذي يفتخرون به، حيث كان قتل الفقراء في تلك الآونة دليلاً على شطارة القاتل، إلّا أنّ هذه التصرفات والممارسات ستؤدي إلى نتائج كارثية.
وهنا يستذكر الراوي أحداث الثورة الفرنسيّة..
ويحكي كيف قام الفقراء حينها بقتل الأغنياء والتمثيل بجثثهم وفتكهم، وكانت تلك الأفعال ردود فعل طبيعيّة ومُتَوقّعة نتيجة الفصل بين الطبقتين والتفريق بينهما، كذلك الأمر بالنسبة ليوتوبيا حيث أن الفراغ الذي يعيشه سكان يوتوبيا لاسيّما فئة الشباب يجعل تصرفاتهم غير مسؤولة، فينجم عنها فوضى عارمة تنتشر في المجتمع برُمّته، لأنّ الفصل والتفريق بين الأغنياء والفقراء تكون نهايته اختفاء وغياب الطبقة المتوسطة وازدياد أعداد الفقراء، أولئك الفقراء الذين تختفي لدى معظمهم الأخلاق والقيم.
ولأن الفقر هو البيئة الملائمة لانتشار |الفوضى| والجرائم وممارسة الرذائل، فإن التفريق بين الطبقتين إذاً ستكون نتائجه كارثية، لأنها في نهاية المطاف ستنعكس سلباً على الأثرياء الذين سيتحولون إلى فريسة الفقراء الذين فقدوا قيمهم وأخلاقهم بعد تحولهم إلى أدوات تسلية وترفيه للأغنياء.
رغم أن جميع شخصيّات الرواية هي شخصيّات خياليّة إلّا أنّ القصة حقيقة ومُقتبسة من الواقع، ففي تلك الآونة وخلال فترة صدور الرواية كان هناك بالفعل مناطق وقرى مخصصة للأثرياء فقط ويُمنع من دخولها أي شخص فقير.
وإذا نظرنا اليوم إلى مسلسل لعبة الحبّار الذي اكتسب شهرةً واسعة نلاحظ أنّ قِصة المسلسل تدور حول فكرة تسخير الفقراء وأصحاب الحاجة لترفيه وتسلية أصحاب المال.
هيا الشيخ📚
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك