التناقضات التي نعيشها هل هي اضطراب هوية تفارقي
,أم أننا نهرب بها من الواقع نحو الخيال؟
سنعرفها مع الكاتبة شهد بكر من خلال رواية جنية كونية
فتحت عيناها بعد نوم طويل لم يكن عميق..
نظرت لما حولها بما ساعدتها تلك الكرتان في الوجه.
أهي جثة مستلقية فوق فراش دون إدراك لموتها؟
أم أنها لا تزال على قيد الحزن تحيا بكسل ما تبقى لها من أيام عمرها المجهول؟
اقتحمت أفكار باتت روتينية عقلها المحشو بكتل قدرية لعنت فرار النوم من معالم جسدها، لتحاول تدريجياً النهوض والسير بترنح واضح اتجاه الحمام ثم المطبخ....
لكل منا شخصية خيالية تعيش بداخله
يحاكي من خلالها واقعه بخياله، ويبدأ ما بين الجذب والكذب، يجذب ما يريد ويكذب عما لا يريد، نعيش في دوامة التناقضات دوماً، لكن قد تصيب تعدد التناقضات إن أخرجنا من كل شخصية قطعة البازل ونركبها لتكتمل الصورة لدينا كلياً.
تأخذنا الكاتبة المبدعة " شهد بكر"
برواية |جنية كونية| عن شخصيتها الافتراضية (آدم) أو قد تكون حقيقية
بواقع افتراضي تريدها أن تكون هي، انتقلت تارة إلى الخوض في تجربة شجاعة من قبل فتاة تبوح بما يجول في بالها وتصارحه، وتارة تكون تلك الشخصية نقيضة لخيالها وتتعايش بصراع ما بين الألم والأمل.
تأخذنا |الكاتبة| بنوع من الشغف مع تلك الشخصية، وتتزين كالفراشة التي تحوم حول القنديل خائفة من الاقتراب ولن تقدر على الابتعاد.
فيظهر فجأة كذبه وأنه قد يغيب لمرض "السرطان" وبعد مدة من عودته يتغير عليها ولم يعد هو كما هو، وتبتعد به بعدها لتظهر الحقيقة أنه استغلها لتحقيق مآرب أخرى،
لكن في سطورها
قد ترى أن هناك شخص تحكي له ما جرى ألا وهو زوج لها يطبطب على جراحها من تلك الشخصية الخيالية في واقعها، ولكن تعود إلى الخيال وتسامره ويبدأ بخوض من العراك الشغفي بينه وبينها وتقول بأنها قد نسيته بالفعل، وأصبح حبه رماد، ولكن تناسته ولم تنساه،
وفي الواقع ينهض حب العنقاء من رماد ويعود ليحيا من جديد ويعود شغفها له...
عندما تنساب بين سطور| الرواية| سيأخذك عقلك في جولة لأحداث مسلسل قيد مجهول أن شخصية "سمير" كان له مرض من نوع انفصام ثنائي القطب أو ما يدعى علمياً بـ " اضطراب الهوية التفارقي"،
وهنا يريد "سمير" أن يعيش كما يحب ويتقمص شخصية "يزن" والذي يسعى إلى اكمال شخصية سمير المغلوب على أمرها، وأما يزن فهو الشخصية المكملة له التي قاستها الحياة وتسعى للانتقام والثأر، فتارة يعود لرشده أمام الشرطة التي أخذته بسبب ارتكابه لجرم القتل ويقول "لأني مضيع هويتي " وتارة يذهب بحب الشخصية المرحة المحبوبة...
وهنا نرى أن هناك تشابه كبير لشخصية آدم بأنه يسعى للحب تارة وللانتقام تارة، كما أن الفتاة تصاب باضطراب الهوية التفارقي بشخصيتها التي تتخيل الواقع خيال والخيال واقع وتدور في دهاليز الشتات، أي أن التقيا بمرضهما وأصبحت تتشابك تلك الشخصيات في جنون مثير.
📚 بقلمي صالح شاهين
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك