خلافات الأهل وتأثيرها على الأبناء
خلافات الأهل وتأثيرها على الأبناء تصميم الصورة: وفاء مؤذن |
يرغب الكثير منا في تأسيس |عائلة جميلة| ومتوازنة تكون ملجأ له من تعقيد الحياة وصعوبتها خارج جدران المنزل، إلا أننا نواجه مع الشريك المختلف عنا بالطباع والشخصية خلافات ومناقشات قد تصبح حادة بعض الشيء، وأصعب ما فيها هو وجود |الأطفال| وتأثرهم بمشاكلنا نحن الكبار.
إشراك الأطفال في الخلافات:
يتساءل الكثير من |العائلات| في عيادات |الطب النفسي| عن موضوع إشراك الأطفال في المشاكل الزوجية الكبيرة التي تؤثر على المنزل، ويقع الكثير منهم في التردد حول حق الطفل بالمعرفة و التكلم معه ومصارحته أو عزله و إخفاء الحقيقة عنه.
هنا نجد أن هناك حد بسيط فاصل لا نستطيع أن نتعداه في هذه القضية مهما كان خيارنا، ألا هو:
أولاً: أن نشوّه صورة الطرف الآخر في عين الأبناء
هذا التشويه مؤذي جداً بالنسبة للأطفال، لأن الأطفال هم نتاج عن الشخصين، الأب والأم، وجود طرف سيء فيهم سيولّد عن الأطفال أزمة تجاه أنفسهم كونهم جزء من شيء سيء، ويولّد مشاعر كره وتمرّد.
ثانياً: محاولة استمالتهم لنا، وإشراكهم في معركة ليست لهم
خلق مشاعر عدائية تجاه أحد الأبوين يكسر العلاقة معه بشكل كامل، ف|الأهل المتفهمين| لا يستخدمون الأبناء كأداة في الصراع، ويفكرون في مستقبلهم لو حدث أي مكروه لطرف ما لا سمح الله، عندها سيكون الطفل عند الطرف الأخر متمرداً وحاقداً وحزيناً.
ثالثاً: وضع الأطفال ووجودهم تبرير للبقاء مع الشريك:
كثير ما نجد الأهل يقولون للأبناء أن وجودهم هو العائق الذي يجعلهم يحتملون الإساءة و أن غيابهم كان سيجعل |الأهل| ينفصلون ويكونون سعداء وأحرار، دون معرفة منهم يرمون فشل علاقتهما وخلافاتهما الحادّة على عاتق الأولاد البريئين تماماً منها، وهذا شيء غير صحيح بالطبع لأن الذي يريد الانفصال أو الرحيل يستطيع ذلك بشكل أو بآخر دون إجبار أو أعذار.
حلول ونصائح حول التعامل مع المشاكل في ظل وجود الأطفال:
١- نحاول الموازنة والمحاكمة العقلية للموقف:
فإذا كانت المشكلة خاصة فقط ب|الزوجين| ولا يعلم بها أحد ك|الخيانة| مثلاً، يمكن هنا إخفاء سبب المشكلة عن الأولاد، أما إذا كان السبب معروف عند |الأقارب| والمحيط بأكمله، هنا يجب إطلاع الأطفال ومناقشتهم أولاً.
٢- في حال قررنا التكلّم مع الأطفال:
يجب إخبارهم بالحقائق بشكل مختصر، دون الدخول بتفاصيل تشحن دواخلهم ضد الطرف الآخر.
٣- الحديث معهم بموضوعية:
وضع التبريرات، عدم تحميل طرف الذنب بالكامل نخبرهم أن كل فعل له رد فعل، الناس مختلفة الشخصيات والطباع والظروف، و ربما تقصير أحد الطرفين تجاه الآخر أو عدم القدرة على التعامل مع قضية ما سببت رد فعل كبير ومؤذي، ذلك سيساهم في جعل الأطفال متفهمين و واعيين للتعامل مع المشكلة بأقل الأضرار النفسية الممكنة.
٤- أهم خطوة يجب فعلها:
هو إخبار الأطفال بأنهم ليسوا سبباً بالمشكلة وليس لديهم أي يد بإصلاحها، ولديهم كامل الحرية بفصل ذاتهم عن المشكلة تماماً كونهم ليسوا طرف فيها، والتعبير عن مشاعرهم وعدم كبتها داخلهم.
في النهاية علينا أن نعرف أننا كأهل:
بدون وعي منّا نشكّل |عبء نفسي| كبير بمشاكلنا على أطفالنا، وتعاملنا الصحيح معهم في ذلك قد يحميهم من آثار خطيرة وصعبة في المستقبل، وقد يعلّمهم كيف يتعلمون من أخطائنا ويتعاملون مع عيوبهم وعيوبنا بمعرفتها والاعتراف بها دون |جلد الذات|.
راجين من الله لكم حياة أسرية هانئة ودافئة وصحيّة.🌸🌸
إن أعجبكم المقال شاركوه مع أصدقائكم
بقلمي دنيا عبد الله ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك