قصة الصحفية الشجاعة في مصحة الأمراض العقلية بين الحقيقة والخيال
قصة الصحفية الشجاعة في مصحة الأمراض العقلية بين الحقيقة والخيال |
- بطلة القصة هي اليزابيث كوكران
ولدت في أيار عام ١٨٦٤، في ولاية بنسلفانيا في أمريكا، تزوج والدها مرتين، أنجب من الزوجة الأولى عشرة أطفال، ومن الزوجة الثانية خمسة أطفال ومن بينهم اليزابيث.
-التحقت بالمدرسة الداخلية، وبعد وفاة والدها، اضطرت لترك المدرسة، بسبب عدم كفاية الأموال. وفي عام ١٨٨٠انتقلت هي وعائلتها إلى مدينة أخرى.
- كانت تقرأ إحدى الصحف، ووقعت عيناها على مقال باسم بماذا تنفع الفتيات، أزعجها مضمون المقال، وكيف يقلل من| قيمة النساء|. قررت أن ترد على ما كتب عن النساء، وأرسلت ردها للجريدة، وكتبتها بإمضاء فتاة يتيمة وحيدة.
لكن المقال الذي أرسلته نال إعجاب رئيس التحرير، فأرسل بطلبها، وعرض عليها العمل في الجريدة، وهكذا حصلت على أول عمل لها، واتخذت اسماً مستعاراً(نيللي بلي).
-كانت نيللي مهتمة بالنساء العاملات
وكرست عملها الصحفي للدفاع عن |حقوق المرأة|، وبدأت بالقيام بتقارير ميدانية، تتحدث للنساء العاملات في المصانع وكشفت في أحد تحقيقاتها الظلم الذي تتعرض له هؤلاء النساء. تسببت كتاباتها الجريئة بغضب بعض المسؤولين ومُلاك المصانع. فأجبرها رئيس التحرير على ترك الكتابة في هذه الأمور، والاهتمام بالأزياء والجمال.
-قررت السفر للمكسيك
لتعمل كمراسلة أجنبية هناك، وكان عمرها واحد وعشرون عاماً، وبدأت الكتابة عن عادات وتقاليد |الشعب المكسيكي|، وأثناء وجودها هناك سمعت قصة الصحفية، التي سجنت لأنها انتقدت الحكومة. قررت نيللي أن تكتب عن الصحفية وتنتقد الحكومة التي سجنتها، فهددت بالاعتقال، وقررت العودة إلى أمريكا.
-انتقلت إلى نيويورك، وحصلت على وظيفة جديدة، ونالت ثقة وإعجاب رئيس عملها، وطلب منها أن تقدم قصة صحفية لإثبات جديتها في العمل، وهنا اقترحت نيللي أن تتخفى وتتظاهر بالجنون لتستطيع الدخول إلى مصحة «بلا كويل» للصحة النفسية، والتي كانت تستقبل مرضى من النساء فقط.
-كانت مصحة بلا كويل تشتهر بسمعة سيئة في معاملة المرضى، وأكد ذلك عدد من أهل المرضى، معتبرين أن هذا المكان عبارة عن الجحيم، والداخل إليه سوف يفقد للأبد.
لكن كل هذا لم يردع نيللي عن قراراها، ومما زاد إصراراها أن الأديب الإنجليزي الشهير تشارلز ديكينز، زار الجزيرة في القرن١٩، وكتب عن الحالة المروعة للمريضات هناك.
- قامت نيللي بارتداء ثياب قديمة وممزقة، وتوقفت عن الاستحمام وتنظيف أسنانها والعناية بشعرها، وتجولت في الشوارع شاردة الذهن متسخة الثياب، لم يأخذ منها الأمر وقتاً، وكانت مقنعة لدرجة أنه تم عرضها على العديد من الأطباء، وشخصت حالتها بالجنون.
-عانت نيللي من المعاملة السيئة والقاسية من موظفي المصحة
حيث أنهم كانوا يقدمون الطعام الفاسد، ويعذبون المرضى بالضرب، وفي إحدى المرات قامت ممرضة بسكب ثلاثة دلاء من الماء البارد، فوق فمها لجعلها تختبر شعور الغرق.
-وللأسف أغلب النساء هناك لم يكونوا مرضى، بل أكثرهن كانوا من المهاجرات، والبعض منهم فقيرات ليس لديهم من يعيلهم، إلا أن الظروف القاسية والمعاملة السيئة داخل المصحة، وصلت ببعضهن إلى الجنون فعلاً.
-خرجت نيللي من المصحة بعد عشرة أيام من دخولها، وبعد خروجها ألفت كتابا بعنوان “عشرة أيام في منزل مجنون،” ذكرت فيه ما عاشته و كيف تتم معاملة نساء المصحة وما يتعرضن له من تعذيب، بعد نشر الكتاب، أجرت الشرطة تحقيقاً، و أغلقت مصحة “بلا كويل” نهائياً.
-توفيت نيللي عام١٩٢٢،واستحقت لقب أفضل مراسلة صحفية في عصرها. وقد عرضت مغامرتها في |المصحة النفسية| في فيلم أنتج عام ٢٠١٥.
كانت هذه قصة الصحفية الشجاعة أتمنى أن تنال إعجابكم
بقلمي تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك