ما هي الصّفراء ؟ وما هي وظيفتها ؟ لنتعرّف عليها معاً
ما هي الصّفراء ؟ وما هي وظيفتها ؟ لنتعرّف عليها معاً |
لا بدّ أنّك سمعت عن البيليروبين أو الصّفراء في أجسامنا وعلاقتها بمرض اليرقان .
فما هي الصّفراء بالضّبط ؟
ترتبط الصّفراء بمدى فعاليّة |وظيفة الكبد| في قدرته على التخلّص من السميّة في الجسم ، إضافة إلى عوامل أخرى .
والصّفراء أو| البيليروبين| هي مادّة لها علاقة وثيقة بالهضم ، وسمّيت بالصّفراء لأنّ تراكمها في| الجلد| وصُلبة ( بياض ) العين والأغشية المخاطيّة سيحوّلهم إلى اللّون الأصفر .
وللبيليروبين نوعان : المباشر وغير المباشر
أمّا غير المباشر
فهو ينشأ عبر عمليّة تحطّم |الكريّات الحمر| التي انتهت دورة حياتها البالغة 120 يوماً ، حيث تتحطّم هذه الكريّات ويتمّ بلعمتها عبر البالعات ثمّ تذهب إلى مركز التّحطيم في |الطّحال| لتنتج مادّة البيليروبين من هذا التحطّم .
هذا البيليروبين النّاتج يتجوّل في الدّم مرتبطاً ببروتين يدعى الألبومين فيسمّى بالبيليروبين غير المباشر أو غير المقترن ، وهذا النّوع كاره للماء ومحب للدّسم أي أنّه ذوّاب في الدّهون وغير ذوّاب في الماء .
وأمّا المباشر :
فهو ينتج عن إيصال الألبومين بارتباطه بالبيليروبين للكبد ، وهناك يتخلّى عنه الألبومين ويرتبط بمادّة أخرى تدعى حمض الغلوكّورونيك .
فيسمّى بالبيليروبين المباشر أو المقترن ، وهو معاكس للنّوع السّابق فهو محبّ للماء وذوّاب فيه .
يذهب البيليروبين المباشر ويفرز عبر العصارة الهاضمة إلى الأمعاء ليقوم بوظيفته الهضميّة ، فيتحوّل الأمعاء إلى مادّة اليوروبيلين وهي تعطي البراز لونه ، وفي الكلية يتحوّل لمادة اليوروبيلينوجين التي تكسب البول لونه الأصفر .
وهذا ما يفيد في تشخيص العديد من الأمراض بالاعتماد على اللّون .
كم تبلغ النّسبة الطّبيعيّة له ؟
لكلّ نوع نسبة خاصّة به ، فالببيليروبين المقترن يجب ألّا تتجاوز نسبته 0.25 ميللي غرام لكلٍ ديسّي ليتر ، والغير مقترن حتّى 0.75 ميللي غرام لكل ديسي ليتر .
وبالنّسبة للبيليروبين الكلّي ، فهو يعني مجموع البيليروبين المقترن وغير المقترن فينبغي ألّا يتجاوز ال 1 ميللي غرام لكل ديسي ليتر .
فإن تجاوزت نسبة الكلّي 3 ميللي غرام لكل ديسي ليتر تظهر لدينا آثار الصّفراء على الجسم من اصفرار لصلبة العين والجلد ، وتظهر لدينا الحالة المرضيّة المعروفة باسم |اليرقان| .
ولكن لماذا يرتفع البيليروبين ؟
قد تحدث عند حديثي الولادة وهذا الأمر يعتبر فيزيولوجياً وليس مرضيّاً في الغالب .
كون كبد الوليد لم يعتد بعد على التخلّص من الصّفراء لوحده حيث كان يتمّ التخلّص منها عبر| المشيمة| أثناء الحياة الجنينيّة ، لذلك تتراكم في الأيّام الأولى لولادته ويسمّى الاصفرار الولادي .
ويحتاج الطّفل للمراقبة وقد يوضع في الحاضنة .
وقد تكون بعض الحالات مرضيّة كانحلال دم الوليد النّاتج عن تنافر الزّمر الدّموية أو خلل في الكبد .
أمّا لدى الأشخاص البالغين فتختلف الأسباب
فهناك أسباب تدعى ما قبل كبديّة كأحد أنواع فقر الدّم الذي يحدث فيه تحطّم كبير لكريّات الدّم .
وقد تكون الأسباب متعلّقة بالكبد كمتلازمة غيلبرت وفيها يعجز الكبد عن التخلّص من البيليروبين فيتراكم في الجسد ، إضافة لالتهاب الكبد و وتليّفه الذي قد ينتج عن إدمان الكحول .
وقد يحصل تراكم الصّفراء نتيجة وجود حصيّات في المرارة تمنع عبور الصّفراء أو نتيحة الإصابة ببغض أنواع السّرطان .
كما نرد لذكر بعض الأدوية التي ترفع من نسبتها وأشهر موانع الحمل الفمويّة .
تجرى عادة اختبارات لقياس نسبة البيليروبين في الدم والبول ومعرفة نسبة كل من المباشر وغير المباشر والكلي للمساعدة في التّشخيص .
كن حذراً ففي حال ظهور أي من أعراض ارتفاع الصّفراء توجّه للطّبيب لإجراء الفحص اللّازم .
لا تنسوا المشاركة .......
بقلمي شهد جلب
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك