شعوبٌ بائدة لكن حضارتهم خالدة (البابليون) تصميم الصورة وفاء مؤذن |
المجتمع البابلي:
كان المجتمع البابلي ذكورياً بشكلٍ عام كجميع مجتمعات الشرق القديم، ولكن حقوق الرجل لم تكن مطلقة، فلم يكن مسموحاً بتعدد الزوجات إلا في حالاتٍ نادرة، كأن تكون المرأة عاقراً أو مصابةً بمرضٍ عضال، وعندها يحق للزوجة أن تختار البقاء عنده أو الانفصال عنه، وعليه دفع مستحقاتها المالية في الحالتين،
كما تمتعت الزوجة بحق العمل بموافقة زوجها، وقد عرف البابليون نظام التبني ووضعوا قواعد له.
طبقات المجتمع البابلي:
انقسم المجتمع البابلي كغيره، إلى عدة طبقات، فهناك الأحرار، وهم سكان المدن والمزارعون والرعاة، وهناك طبقة "الموشكينو" المشابهة لوضع "الموالي" في عصر الإسلام المبكر عند العرب،
وهناك العبيد الذين يمتلكون الكثير من الحقوق، مثل التجارة بموافقة السيد، وللعبد أن يشتري حريته بنفسه، وكان معظم العبيد من أسرى الحروب والسبايا.
الدين والمعتقدات عند البابليين:
لا تختلف آلهة البابليين كثيراً عن آلهة الأكاديين والسومرين، فكان "مردوخ" إله مدينة بابل، هو خالق البشر، وهو إله الحرب، وهو ابن "آيا" إله الحكمة،
أما عشتار فهي ألهة الخصب والحرب والجمال، أما "سين" فهو إله القمر، و"شمش" هو إله الشمس والعدل والحق.
ومن أهم الأعياد التي احتفل بها البابليون كان عيد رأس السنة البابلية "أكيتو"، وكان يقام في الخريف لكنه انتقل إلى الربيع،
أما معتقداتهم الدينية وتفسيراتهم لقصة الخلق فقد سبق وذكرتها في مقالةٍ سابقة تناولتُ فيها ملحمة الخليقة البابلية.
ولم يعد خافياً أن الإغريق اقتبسوا الكثير من معتقدات البابليين وأساطيرهم وآلهتهم، ولكنهم غيروا أسماءها، وكذلك فعل الشرقيون الذين قدموا من ضفاف نهر الغانج ليتعلموا في بابل.
نطرة البابليين إلى الموتى:
اعتقد البابليون بأن أرواح الموتى تبقى سابحةً في ظلامٍ أبدي، تتغذى من التراب،
فإذا كانت الروح غاضبةً، تحوّلت إلى شيطان، وإذا كانت راضيةً، فإنها تعود بالخير والإحسان إلى من أحسنوا إليها،
وقد دفعهم هذا الاعتقاد إلى الاهتمام بالموتى والمقابر، ورغم أنهم لم يعرفوا التحنيط مثل |قدماء المصريين|، إلا أنهم اعتنوا بحفظ الأجساد الميتة عبر طليها بالقار، ودفنها على سفوح التلال بطرقٍ فنيةٍ تمنع وصول الماء والرطوبة إليها.
شريعة حمورابي:
كلمة دين في اللغة البابلية تعني "حكم قانوني"، والقاضي يسمى "ديّان"، أما المسؤول عن حماية القانون فهو الإله "شمش" المطلع على كل شيء، ولكن مسؤولية الملك هي تطبيق القانون،
وقد عرفت| بابل |الكثير من التشريعات والقوانين منذ |السومريين|،
ولكن أشهرها كانت شريعة |حمورابي| التي تضمنت قرابة مئتي مادة قانونية تتناول مختلف مشاكل الأسرة والتجارة والعبيد والشؤون الأخرى.
⌛ بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك