مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/06/2021 01:22:00 م

 المفاهيم الخاطئة عن الأمراض النفسية 

المفاهيم الخاطئة عن الأمراض النفسية

 المفاهيم الخاطئة عن الأمراض النفسية
تصميم الصورة : وفاء المؤذن


لا تزال مجتمعاتنا العربية فقيرة ثقافياً بالمعرفة الطبية في مجال الطب النفسي

 حيث يعاني المريض من التنمّر و الانتقاد و السخرية للتقليل من تعبه المرضي. 

بدايةً هنا لا بد من التذكير أن| الطب النفسي| هو اختصاص من| الطب البشري| العام، يدرسه الطبيب بعد السنوات الست للتخصص بمجال أمراض النفس.

 سنستعرض أهم المفاهيم المغلوطة عن الطب النفسي

أولاً : العلاج الدوائي:

من أكثر ما يُشاع عن الطب النفسي أن من يراجع الطبيب النفسي سيلتزم بالعلاج الدوائي، وهذا مفهوم خاطىء حيث أن الحالات المرضية تختلف و تتنوع و للدواء شروط حسب شدة الحالة و نوع التشخيص، فكثير من الحالات التي تراجع العيادات النفسية تتطلب علاج نفسي بجلسات علاج معرفي سلوكي CBT  وليس العلاج الدوائي. 


ثانياً: العلاج المعرفي السلوكي:

يظنّ الناس أن جلسات| العلاج النفسي| المعرفي السلوكي قد تعطي المريض الحلول لمشكلاته بشكل حتمي، إنما هي فعلياً تساعد المريض لإيجاد الحلول بنفسه و هي جلسات محدودة لها نهاية، وليست بشكل دائم حيث يجلس المريض مع المعالج النفسي المتمكن والمتمرس ليغيّر منظومة الفكر عنده. 


ثالثاً: المرض النفسي يوازي المرض الجسدي: 

المرض النفسي مثله مثل أي مرض جسدي يعاني منه المريض، يدرس الطبيب في هذا المجال النموذج البيولوجي للدماغ منشأ الأمراض النفسية و مفهومها. 

هو ليس علم الغيب إنما مرض له أساس كيميائي في| الدماغ| ينتج عن التغيرات الكيميائية والكهربائية في الدماغ فالكبد نفسه الذي يفرز الأنسولين يفرز أيضاً السيروتونين "هرمون السعادة". 

فالاكتئاب ليس حزن و الفصام ليس جنون و |مريض القلق| ليس بمبالغ. 


رابعاً: المفهوم الديني: 

يربط الناس بين المرض النفسي والمفهوم الديني بطريقة خاطئة، ويكون لذلك دور سلبي في رحلة شفائه، إما بزيادة شعوره بالذنب ولومه لتقصيره بالعبادة أو نسب منشأ المرض لسوء العلاقة الروحية مع الله،وقد يكون تأثير ذلك كارثياً إما بتأخير العلاج أو عدم الألتزام الكامل به وعرقلته. 


خامساً: الضغط النفسي: 

يحاول المجتمع أو الأهل خصوصاً الضغط على المريض في محاولة لتقويته بحسن النية، إلا أن هذا قد يؤذي المريض الذي لا ذنب له ولا يد له في الإصابة. 

مريض الإكتئاب مثلاً لا يختار أن يكون حزيناً ومتعباً  ونصيحة المحيط و الأهل له بأن يتحلى بالشجاعة والقوة، يزيد من آلامه و إحساسه بالعجز. 


سادساً: الفئات العمرية المعرّضة للإصابة:

كل الفئات العمرية معرّضة للإصابة بالأمراض النفسية فقد نجد عن الأطفال أمراض مثل "التوحد، اضطراب| فرط الحركة|، مشاكل سلوكية.. إلخ" و نجده عند المراهقين ثم البالغين بصورة أوسع انتشاراً وصولاً للكبار في السن. 

 وقد تشمل الأمراض النفسية أيضاً اضطرابات النوم أو الأكل أو التركيز أو الطاقة.


لابد من القول في النهاية 

أن| المرض النفسي| ليس عار إنما العار هو| قلة الوعي| والجهل، لذلك يجب أن نسعى معاً لتصحيح المفاهيم والاهتمام بالصحة النفسية لنا وأبنائنا وعدم التقاعس بطلب المساعدة والاستشارة الطبية عند اللزوم. 


دمتم بخير و سلام و استقرار 🌼🌼



بقلمي دنيا عبد الله




إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.