الغفران والنسيان والفرق بينهما
كثيراً ما يُخطئ الناس بحق بعضهم البعض مهما كانت طبيعة علاقتهم، فالإنسان ليس ملاكاً بالطبع وليس كاملاً أيضاً، في الوقت الذي يحدث فيه خطأ ما بحق أنفسنا نجد أنفسنا متألمين أو مرتبكين تجاه قرار| المسامحة أو النسيان|، والمضي قدماً في علاقاتنا كأن شيئاً لم يكن.
المسامحة لا تتضمن النسيان
لكل من النسيان والمسامحة مفهوم مختلف عن الآخر، وليس بالضرورة أن يترافق إحداهما بالآخر، لا يهم هنا مدى قرب أو بعد الشخص الذي أخطأ بحقنا.
هناك مثل شعبي يقول: "الآسى لا يُنتسى".
نحن في أغلب الأحوال لا نستطيع نسيان الإساءة، ممكن أن ننسى التفاصيل إلا أننا لن ننسى وقوع الأذى، لذلك نحن في الغالب يجب أن نحاول المغفرة والمسامحة في كل الأحوال مع النسيان أو بدونه.
المسامحة بمفهومها الصحيح وصفات الانسان المسامح
في حديث للرسول صلى عليه وسلم يُقول: "لا يُلدغ المؤمن من جُحر مرتين".
فكثيراً ما تختلط المفاهيم عند الناس لتشويه |مفهوم المسامحة| يتحول به الشخص المسامح من شخص ذو أخلاق عالية الى شخص جاهل، يفتقد إلى الحكمة و يُعرّض نفسه للأذية مرة أخرى.
المسامح شخص ذكي و حكيم و ليس أناني قرر أن يتغلب على مشاعره السلبية تجاه ماضيه وتجاوز الأنا في داخله التي تعيق عملية تطوره الروحي والنفسي.
المسامحة لا تعني أن تعيد الشخص لدائرة حياتك ثانيةً ولا تعني التنازل عن الحق.
فإذا كان مسبب للأذى بشكل دائم أو لربما بطريقة ما أعاد |الأذية| نفسها هنا من حقك أن تبعده عنك، أو أن تعيد النظر بمكانته وطريقة تواصلك و تواجده في حياتك.
أهم العلامات التي تؤكد لنا مسامحتنا لمن أساء إلينا
أولاً: حين نستطيع أن نتذكر| الموقف المسيء| بحقنا بمشاعر حيادية
فبالطبع لن تكون مشاعرنا إيجابية نتيجة إساءة أحد لنا لكن بالمقابل ستكون مشاعرنا حيادية هادئة لا يوجد فيها مشاعر الألم ولا الانفعال
ثانياً: أن لا أنتظر الأذية للطرف الآخر، أي أنا لا أشمت به ولا أدعو عليه ولا أرغب باقتناص أي فرصة للانتقام منه.
ولربما لو خُيرنا بين مسامحته ومحاسبته سنجعله يمضي بسلام من دون ضغينة.
أهمية المسامحة
المسامحة مهارة حياتية يكتسبها المرء تفيده في حياته بشكل كبير ليتجاوز ويمضي ويتطور، الإنسان حين لا يسامح يشعر بحقد وتوتر وغضب وإحباط في الوقت الذي يمكن فيه أن يكون الطرف الأخر قد لا يعلم أصلاً بمدى ألمك، أو لايبالي به ويكمل حياته بشكل طبيعي أما أنت تمضي تأكل بنفسك.
الإنسان بعدم المسامحة يتضرر هو بشكل أساسي، مشاعر الألم تؤذي صاحبها لذلك على الإنسان أن يهدىء من داخله، و يعطي نفسه الوقت الكامل لكي يتجاوز ويغفر ويفكر بوضع الحدود و تصفية الحسابات مرة أخرى مع من آذاه.
ما بين مسامحة الخاطىء ونسيان الخطأ، نضغط على أنفسنا ونكون في صراعات نفسية مؤلمة، ما علينا بها إلا أن نقبل مشاعرنا ونتعامل معها ومع مكانة الآخر عندنا، ونتخذ قراراتنا إما بالنسيان المرافق للمسامحة أو المسامحة وحسب.
مع تمنياتنا لكم بالهدوء النفسي والروحي مع أنفسكم ومع أحبائكم. 🦋🦋🦋
إن أعجبكم المقال شاركوه مع أصدقائكم☺️☺️
بقلمي دنيا عبد الله
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك