مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 12/07/2021 09:46:00 م

 وهم البحث عن الوالدين في الشريك 

وهم البحث عن الوالدين في الشريك

 وهم البحث عن الوالدين في الشريك
تصميم الصورة : رزان الحموي


كل منّا مرتبط بأهله ارتباطاً وثيقاً، فالأهل مقدّسين في قلوب وعقول أبنائهم، خاصة في مجتمعاتنا العربية المترابطة أُسرياً. 

نكبُر و نمضي إلى الحياة و نجد أننا نبحث عنهم في كل الأجواء نبحث عن رعايتهم و محبتهم أو عن احتياجاتنا معهم. 

و عندما نصل لإختيار |شريك الحياة| نختار على هذا الأساس أيضاً… 


 هل هذا المفهوم صحيح و صحي؟ 

أحد أهم المشكلات الأسرية التي تُراجع بها العائلات المتخصصين في| العلاقات الزوجية|، هو هذا الأساس بالإختيار، فقد نجد الرجل أو المرأة يبحثان عن مواصفات أحد الوالدين، وربطها بمفهوم الحب و أخذ قرار الإرتباط على أساسها.

لو تزوج رجل من فتاة تهتم به أهتماماً كبيراً و تمده بعاطفة الأم سيجد نفسه بعد سنوات من الاستقرار أنه في مواجهة مع عبء الاهتمام هذا، في صراع مع وهم تحقيق تعويض احتياجاته مع والديه بشريكة الحياة و هذا لا يُمكن تحقيقه. 


صفات الوالدين الخاصة التي لا توجد بالشريك

أولاً:العطاء بلا مقابل:

لا يوجد أي أحد في العالم قادر على العطاء بلا مقابل إلا الأهل فهي سلوك يأتي بالجينات أما شريك الحياة هو معك بعلاقة متبادلة من العطاء و الأخذ.


ثانياً: القبول بلا شروط: 

وحدهم الوالدين يستطيعون قبول الأولاد على عيوبهم بدون أن يُطالبوهم بالتغيير بل يجدون تبريرات أمام كل الناس، وبالعكس يقومون بالبحث على الإيجابيات يشجعونهم على تطويرها، و يرون أبنائهم أحلى وأذكى وأفضل من أي أحد أخر. 


عقدة الطفولة وتأثيرها على الزواج 

كثير من العائلات لا تتعامل كما يجب مع الأولاد و يكون هنالك نقص في الرعاية الأساسية منذ الطفولة، كالنقص العاطفي والحرمان من الشعور بعاطفة الأبوة أو الحرمان من اهتمام الأم  أو ممكن الحالة المادية الغير مستقرة، كل هذه الأشياء تجعل الأولاد في المستقبل يبحثون عن الاحتياج المغروس في داخلهم خلل معين الذي لم يأخذوه من أهلهم في كل علاقاتهم، يمكن أن تكون في معلم في المدرسة مثلاً فنجد تمسك وتعلق عاطفي كبير به ليس لأنه معلم جيد بل لأنه لبّى احتياج مفقود

ومن هذا المنطلق تصبح اختياراتنا لعلاقاتنا غير صحيّة لأنه في الزواج كل طرف يسعى ليحقق رغبات الشريك الغير موجودة فيه أساساً، مما يجعلنا نصل لمكان من الضغط والمشاكل الغير محتمل فالمقارنة عملية فاشلة في هذه الحالة. 

لكن علينا أن نعرف أن هذا ليس مرض و لا اضطراب إنما عقدة نستطيع أن نحلّها. 


نصائح و حلول

١- الاستشارة المتخصصة:

عند ملاحظة وجود هذه المشكلة في الحياة الزوجية يجب على الزوجين المسارعة باستشارة أخصائي لتشخيص حجم الحالة ومحاولة حلّها من البداية قبل وصول أحد الطرفين لنقطة الذروة بالمشاكل من إظهاره ما ليس فيه رغبة لإرضاء شريك الحياة فيمكن للزواج أن يستمر بعد إدراك العقدة و وعينا بها. 

٢-الصراحة والمكاشفة بين الشريكين:

مشكلة الكثير من الأزواج هي المجاملة على حساب الراحة و|الصحة النفسية| لكل منهما فالصراحة بينهما تحميهم من الوصول لنقطة الانفجار من الضغط. 


في النهاية 

لابُدّ أن يأخذ كل إنسان دوره في الحياة فلا يستطيع الأب أن يكون زوج و لا الأم أن تكون زوجة، إنما تسيير مركبة الزواج بالتنازلات و تلبية الاحتياجات المعقولة و المتبادلة برضى الطرفين.

راجين من الله لكم و لشركائكم دوام السعادة و الصحة النفسية دائماً و أبداً 🌼🌼.

إن أعجبك المقال شاركه مع أصدقائك☺️

بقلمي دنيا عبد الله 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.