ماكس بلانك و أغرب النظريات الحديثة
- الجزء الأول -
ماكس بلانك و أغرب النظريات الحديثة تصميم الصورة : رزان الحموي |
من هو ماكس بلانك Max Planck ؟
هو عالم فيزيائي ألماني، من مواليد سنة 1858 في مدينة كيل، وتوفي سنة 1947، وقد نشأ في أسرةٍ متعلمةٍ ومتدينة، ضمن بيئةٍ محافظةٍ على التعاليم الدينية والذهاب إلى الكنيسة والالتزام بالدراسة العلمية والنزاهة والشرف، فقد كان جده عالم لاهوت في جامعة غوتينغن، وكان والده أستاذاً للحقوق في جامعة كيل و|جامعة ميونخ|، وكان عمّه قاضياً وقد اشترك في وضع القانون المدني الألماني.
يعتبر بلانك أول من نتحدث عن نظرية الكم (الكوانتم) التي تعتبر مع نظرية النسبية لأينشتاين محور فيزياء القرن العشرين، نظراً للمفاهيم الجديدة التي جاءت بها هاتان النظريتان. كما حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1918.
نشأة بلانك ومسيرته:
في سنة1867 تلقى والد بلانك عرضاً للعمل في جامعة ميونخ، فانتقل بلانك مع أسرته إلى هناك، ودخل مدرسةً ثانويةً درس فيها علم الفلك و|الرياضيات | والميكانيك، فكانت تلك خطواته الأولى في رحلته مع الفيزياء.
في سنة 1874 أنهى بلانك دراسته الثانوية، ودخل جامعة ميونخ ليدرس الفيزياء، وكان الاعتقاد السائد وقتها بأنه لا يوجد شيء جديد لاكتشافه في الفيزياء، لأن العلم قد اكتشف كل شيء في| عالم الفيزياء|، فنصحه أحد الأساتذة بدراسة شيء آخر، ولكنه أصرّ على دراسة الفيزياء، وقال بأنه يريد التعمق اكثر في مبادئ الفيزياء.
في سنة 1877 انتقل بلانك إلى برلين فتلقى التعليم على أيدي بعض كبار الفيزيائيين، فدرس |علم الحرارة| (الترموديناميك)، وقدّم رسالات دراساته العليا في مجال القانون الثاني للترموديناميك، وحالات توازن الأجسام حرارياً عند درجات حرارة مختلفة.
حصل بلانك على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة ميونخ مع مرتبة الشرف، ولم يكن قد اجتاز عامه العشرين، ثم اشتغل في التدريس بجامعة ميونخ ثم في جامعة كيل، وفي سنة 1889 أصبح أستاذاً للفيزياء في| جامعة برلين|، ويقي فيها حتى تقاعد في عمر السبعين عام 1928.
نظرية الكم:
في كانون الأول من عام 1900، أعلن بلانك للعالم عن اكتشافه الجديد الذي هزّ الوسط العلمي وأربك الكثير من كبار العلماء مثل أينشتاين، والذي غيّر الكثير من مفاهيم الفيزياء والمادة، وقد مهّد اكتشافه لظهور ما بات يعرف بنظرية الكم (الكوانتم)، فقد أعلن بلانك بأن طاقة الموجات الضوئية تتغير على شكل قفزاتٍ لحظيةٍ، وبأنها كميات غير متصلة زمنياً، بمعنى أن الطاقة تنتقل فجأةً من مستوى محدد إلى مستوى آخر دون المرور بمراحل انتقالية بين المستويين، أي أن الطاقة تتكون من كتلٍ صغيرةٍ جداً أسماها كموميات أو كمّات، ومفردها كم (QUANTOM).
كان الاعتقاد العلمي السائد في ذلك الوقت هو أن الطاقة تتزايد أو تتناقص بمقادير متواصلة زمنياً أي بلا حد أصغر للارتفاع أو الانخفاض، فجاءت نظرية الكم لتفرض نفسها كحقيقةٍ يجب التعامل معها، ما أجبر العلماء على إعادة التفكير في الكثير من المعلومات والمفاهيم القديمة، وهذا ما أدى إلى فهم جديد للطبيعة ومكونات المادة وطبيعة الإشعاع.
بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك