ما هو التلسكوب؟ وكيف يعمل؟ وما هي أنواعه وآفاقه المستقبلية؟ - الجزء الثالث
ما هو التلسكوب؟ وكيف يعمل؟ وما هي أنواعه وآفاقه المستقبلية؟ - الجزء الثالث تصميم الصورة : رزان الحموي |
استكمالاً لما ذكرناه في المقالة السابقة، سنتعرف على بعض التلسكوبات:
تلسكوب هابل:
هو |مرصدٌ فضائيٌ| يدور حول الأرض، سمح للفلكين بالحصول على صورٍ أوضح وأدق لمختلف |الأجرام السماوية| المعروفة، كما التقط العديد من الصور لأجرامٍ وظواهر فضائيةٍ لم يكن أحدٌ على الأرض يعلم عنها شيئاً، وقد سميَّ بذلك الاسم تكريماً لعالم الفلك "إدوين هابل"، وقد بدأ مشروع بنائه عام 1977، وتم إطلاقه عام 1990.
بعض مواصفات تلسكوب هابل:
يدور التلسكوب حول الأرض في مدارٍ دائري يرتفع عن سطح البحر مسافة 593 كيلومتر، وهو يدور بسرعة 28 ألف كيلو متر في الساعة، أي أنه ينجز دورةً كاملةً خلال ستٍ وتسعين دقيقةً فقط، وقد تم وضعه في مداره بواسطة |مكوك الفضاء| الأمريكي ديسكفري، وهو يستطيع التقاط الصور بالأشعة المرئية، وب|الأشعة فوق البنفسجية|، وب|الأشعة تحت الحمراء|.
معلومات أخرى عن تلسكوب هابل:
تم بناء تلسكوب هابل من قبل وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، مع مساهماتٍ قدمتها وكالة الفضاء الأوروبية، ويبلغ قطر فتحة العدسة 2.4 متر، وهو مصممٌ بحيث يمكن صيانته وتطويره في الفضاء، وقد خضع منذ إطلاقه إلى أربع عمليات تطويرٍ وصيانة، ولا يزال هذا المرصد قيد العمل حتى يومنا هذا.
تلسكوبات فضائية أخرى غير هابل:
رغم أن |تلسكوب| هابل هو الأشهر عالمياً، إلا أنّه ليس الوحيد وليس الأول، ولكنه الأكبر والأكثر تنوعاً، وقد فتح آفاقاً جديدةً، أسهمت في تطوّر علم الفلك والفيزياء الفلكية، مع مجموعةٍ من التلسكوبات الهامة الأخرى مثل مرصد كومبتون الذي يعمل على أشعة غاما، ومرصد شاندرا الذي يعتمد في عمله على الأشعة السينية.
موجزٌ عن أهم ما قدمه تلسكوب هابل:
1) سمح مرصد هابل بتحديد عمر الكون بدقةٍ أكبر، فقد كان العمر المقدر للكون قبل هابل يتراوح بين عشرة وعشرين مليار سنة، ولكنه اليوم يقدر بـ 13.7 مليار سنة.
2) سمح تلسكوب هابل تصحيح الخطأ المرتكب عند قياس مقدار توسع الكون، فأصبح الخطأ المقدر لا يتعدى 10%
3) أكد مرصد هابل على أن |الثقوب السوداء| موجودةٌ في مراكز جميع المجرات.
4) ساعد هابل باكتشاف العديد من |المجرّات| البعيدة و|المجموعات الشمسية|، وساهم في دراسة الأجرام البعيد مثل الكواكب القزمة والكويكبات.
خليفة هابل (مرصد جيمس بوب):
تم البدء ببناء هذا المرصد في عام 1996، وهو عملٌ مشتركٌ بين وكالات الفضاء الأمريكية والأوروبية والكندية، ويتميز بنطاق رؤيته الواسع، حيث يمكنه رصد الأماكن الأكثر برودةً وبعداً في الكون، والهدف الرئيسي منه هو رصد الأجرام التي لم يتمكن هابل وغيره من رصدها، ومن المتوقع له أن يرصد نجوم الانفجار العظيم.
هناك مراصد أخرى قد تحلُّ محلَّ هابل بعد انتهاء خدمته في نهاية عام 2025 كحدٍ أقصى، ومن هذه المراصد، المرصد الفضائي ذو التكنولوجيا المتقدمة والمسمى اختصاراً (ATLAST)، وربما هناك غيره، ولكن الأهم هو أن |علم الفلك| مستمرٌ في التطوّر واكتشاف المزيد من المعلومات عن الفضاء السحيق ومكوناته، ومن يعلم؟ فربما تمكنّا في يومٍ ما من السفر إلى أبعد مجاهل الكون.
إذا كان لديك المزيد من المعلومات أو بعض الملاحظات حول ما ذكرناه في هذه العجالة، فلا تبخل علينا بها، فنحن ننتظر ما لديك.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️🔭
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك