عجائب الإبداعات الهندسية في محطة الفضاء الدولية - الجزء الثاني
عجائب الإبداعات الهندسية في محطة الفضاء الدولية - الجزء الثاني تصميم الصورة: رزان الحموي |
استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول عجائب الإبداعات الهندسية في محطة الفضاء الدولية
المزيد من المزايا والمواصفات:
تطلب بناء المحطة أكثر من أربعين مهمةً، ومشاركة دولٍ عديدةٍ مثل روسيا والولايات المتحدة وكندا واليابان والاتحاد الأوروبي، وكلّف نقل كل كيلوغرام منها حوالي عشرين ألف دولار، وهي أكبر جسمٍ فضائيٍ بناه البشر حتى الآن، فطولها مئةً وثمانية أمتار، وعرضها ثلاثةٌ وسبعون متراً، وهذا يجعل رؤيتها من الأرض بوضوحٍ ممكنةٌ باستخدام منظارٍ جيدٍ فقط، أما الضوء المنعكس عنها، فيجعلها تبدو كأكبر جسمٍ فضائي منظورٍ من الأرض، بعد القمر.
مواجهة المشاكل وحلها تباعاً:
كلما كان حجم |محطة الفضاء الدولية| أكبر كلما زادت المشاكل، فتأمين الهواء هو أول الأساسيات التي يجب تأمينها، مع العلم أن الشخص الواحد يحتاج إلى 18000 ليتر من الهواء يومياً، وبوجود طاقمٍ مكونٍ من تسعة أفراد، يصبح تأمين الهواء لهم مشكلةً كبيرة، ومع العلم بأن نقل الهواء من الأرض مكلفٌ جداً وغير مجدٍ، فعلى المحطة إنتاج الهواء ذاتياً، ولذلك توجد في مركز المحطة وحدةٌ صغيرةٌ مهمتها إنتاج الأكسجين من الماء.
استخراج الأكسجين من الماء:
بعد تحليل الماء إلى الهيدروجين والأكسجين، وبغياب الجاذبية التي تسمح بانطلاق الغازات خارج الماء لأنها أخف وزناً، يتم في محطة |الفضاء| استخدام تقنية الطرد المركزي لاستخلاص الأكسجين واستهلاكه داخل المحطة، أما الهيدروجين فيتم طرده إلى الفضاء، وتستطيع وحدة انتاج |الأكسجين| الصغيرة توليد ما يقارب من 2.5 كيلوغرام من الأكسجين يومياً، وهذا أكثر مما يحتاجه الطاقم، ولكن إنتاج الهواء أمر والمحافظة عليه أمر آخر.
مخاطر التصادم مع ما يوجد في مسار المحطة:
تتعرض المحطة في كل لحظةٍ لاحتمال حدوث خرقٍ في هيكلها، فالمخلّفات والبقايا الصناعية والطبيعية تملأ الفضاء، واحتمال اصطدام أي جسمٍ بالمحطة واردٌ جداً، وإذا حدث أي ثقبٍ صغيرٍ في هيكل المحطة، فإن الهواء سيخرج منها بسرعةٍ فائقة، وعندها سيصبح مصير كلِّ من عليها محتومٌ إلى الموت.
ما الذي يزيد مخاطر الاصطدام:
تدور المحطة الدولية حول الأرض بسرعة ثمانية كيلو متراتٍ في الثانية، وهذا يجعلها تدور حول الأرض أكثر من 5500 مرة في سنةٍ واحدة، ومع هذه السرعة الهائلة، قد تكون عواقب اصطدامها بأي شيءٍ كارثية، ومن الإجراءات المتبعة لتقليل حجم الخسائر في الهواء عند تعرّض أي وحدةٍ من وحدات المحطة للخرق، إبقاء الأبواب مغلقةً بين الوحدات، فالأبواب قادرة على تحمل فرق الضغط الكبير.
عندما أوشكت المحطة على الاصطدام بنيزكٍ صغير:
إذا أمكن رصد أي جسمٍ يقترب نحو المحطة في مسارٍ تصادمي، فعلى الطاقم عدم المجازفة مطلقاً، وهذا ما حدث في عام 2013 وجعل الطاقم يلجأ إلى قوارب النجاة ويستعد للانفصال عن المحطة بنتيجة تهديدٍ محتملٍ من جسمٍ غريب، ولحسن الحظ فقد نجت المحطة من الاصطدام حينها.
الدرع الحامي للمحطة:
أصبح واضحاً بأن محطة الفضاء لا يمكنها الاعتماد على الحظ لتجنب الاصطدام بالأجسام الهائمة في الفضاء، فمع وجود أكثر من نصف مليون جسمٍ فضائي من بقايا الأقمار الصناعية في مدار المحطة، فإن احتمالات الاصطدام كثيرة، وإذا كان تعقّب الأجسام الكبيرة ممكناً، فإن تعقب الأجسام الصغير والسريعة قد يبدو مستحيلاً، ولذلك تم تزويد المحطة بدرعٍ واقٍ كالدرع الواقي من الرصاص.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك