كيف تحول المزارع الفقير "ماسا يوشي سن" إلى أغنى رجلٍ في اليابان؟ - الجزء الثاني
كيف تحول المزارع الفقير "ماسا يوشي سن" إلى أغنى رجلٍ في اليابان؟ - الجزء الثاني تصميم الصورة: رزان الحموي |
استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول كيف تحول المزارع الفقير "ماسا يوشي سن" إلى أغنى رجلٍ في اليابان؟
اختيار المشروع وتنفيذه:
بعد وضع المعايير السابقة، قرر ماسا يوشي أن يعمل ببيع |البرامج الحاسوبية| بأسلوبٍ مميزٍ وجديد، ففي ذلك الوقت لم يكن بيع برامج الحاسوب رائجاً جداً في اليابان، فأنشأ ماسا يوشي شركةً أسماها SOFTBANK، وكانت تقوم بجمع البرامج من المبرمجين والشركات الصغيرة، ثم تعرضها على الناس وتشجعهم على شرائها، وقد تزامنت انطلاقة الشركة مع افتتاح أحد المعارض في طوكيو، بمشاركة مختلف الشركات الكبيرة في اليابان، فقام ماسا يوشي بشراء مساحةٍ كبيرةٍ من المعرض، لا تقلُّ عن المساحة التي حجزتها كبرى الشركات مثل |SONY| و |TOSHIBA|، ثم اتصل بمعظم منتجي |البرامج الحاسوبية| ودعاهم لعرض منتجاتهم لديه بالمجّان، فأقبل المنتجون عليه بكثرة، ما جعله يحقّق حضوراً لافتاً دفعه إلى الشهرة.
لكلِّ جوادٍ كبوة:
بعد أن وضع ماسا يوشي كلَّ أمواله في ذلك المعرض، لم يبقَ معه شيءٌ من المال، خاصةً وأنه لم يتعاقد مع أحدٍ من منتجي البرامج الحاسوبية الذين عرضوا عنده منتجاتهم، فوجد نفسه أمام مشكلةٍ عليه حلها، ولحسن حظه فقد وصله اتصالٌ من إحدى الشركات التي تُعتبر من كبرى متاجر الإلكترونيات في اليابان، فعرضت عليه العمل معها لبيع برامجها، ورغم أن ماسا يوشي صارح مدير الشركة بموقفه المالي، إلا أنه وعده بأن يُنجز له عملاً مميزاً إذا تعاقد معه، واستطاع بأسلوبه الخاص وتأثيره المميز، أن يقنع مدير الشركة بمخططاته فحصل الاتفاق، ولكنه بقي بحاجةٍ إلى المال ليبدأ عمله الجديد.
تأمين المال اللازم للمشروع:
لم يجد ماسا يوشي سبيلاً للحصول على المال بسرعةٍ، إلا من خلال الحصول على قرضٍ من أحد البنوك، فذهب إلى أحد كبرى بنوك اليابان، وطلب قرضاً قيمته سبعمئة وخمسون ألف دولار، ورغم قدرته الكبيرة على الإقناع، فإنه لم يتمكن من الحصول على القرض لأنه لا يمتلك أية ضماناتٍ ماديةٍ أو شخصية، ولكن عندما وصل الأمر إلى مدير البنك، شعر بأنه أمام شخصٍ مميزٍ ومشروعٍ هام، فطلب منه أن يضمنه شخصٌ معروفٌ في إحدى الشركات الكبيرة، فلم يجد في ذاكرنه سوى الدكتور ساساكي من شركة شارب، وعندما اتصل مدير البنك بالدكتور ساساكي، أثنى على ماسا يوشي ونصحهم بالعمل معه، لأنه يمتلك مواهب تجاريةٍ هائلة، ما دفع مدير البنك إلى إعطاء القرض لماسا يوشي على ضمانته الشخصية.
التقدير ورد الجميل:
بعد أن أصبحت شركة سوفت بانك إحدى كبرى شركات اليابان، فإن ماسا يوشي لم ينسَ الذين وقفوا معه وساعدوه، فعمدت الشركة إلى إقامة احتفالٍ سنوي لتكريم وتقدير أولئك الذين وقفوا معها في بداياتها، وعلى رأس المكرمين، نجد مدير البنك الذي أعطى ماسا يوشي القرض على كفالته الشخصية، ما سمح له بالانطلاق من جديد، ورفع أرباح شركته إلى أكثر من مليوني دولار شهرياً، ثم السيطرة على أكثر من نصف مبيعات برامج الحاسوب في اليابان، ولم يكتفِ بذلك فقط، فلقد وسّع عمله إلى مختلف مجالات التجارة والاستثمار، حتى أصبحت ثروته الشخصية تزيد بمعدل عشرة مليارات دولار اسبوعياً، وأصبح ماسا يوشي أشهر وأغنى رجل في اليابان.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك