كيف تحول المزارع الفقير "ماسا يوشي سن" إلى أغنى رجلٍ في اليابان؟ - الجزء الثالث
كيف تحول المزارع الفقير "ماسا يوشي سن" إلى أغنى رجلٍ في اليابان؟ - الجزء الثالث تصميم الصورة: رزان الحموي |
استكمالاً لما تكلمنا في مقال سابق حول كيف تحول المزارع الفقير "ماسا يوشي سن" إلى أغنى رجلٍ في اليابان؟
انتكاسة جديدة والعودة إلى الصفر:
بعد أن وسع ماسا يوشي أعماله لتشمل كل شيءٍ تقريباً، اقترف غلطة عمره، عندما استثمر معظم ثروته البالغة مئةً وخمسة مليارات دولار في أسهم البورصة، ما جعله يخسرها كلها دفعةً واحدة، فأصبح الرجل الوحيد في العالم الذي خسر هذا المبلغ في البورصة، ولو حدث ذلك لأي شخصٍ غير ماسا يوشي، لكان انهار أو فقد صوابه أو أصابته علّةٌ ما، ولكن ماسا يوشي لم يقع فريسةً لكل ذلك، بل بقي يمعن النظر والتفكير في الخطوة القادمة لعامين كاملين، حتى بدى له في عام 2005 بأن المستقبل المشرق سيكون مع تطبيقات |الهواتف الذكية|، فقرر أن ينتقل إلى العمل كمزود خدمات للهواتف النقالة.
النهوض من تحت الأنقاض:
بعد أن حسم ماسا يوشي أمره بالتوجّه إلى العمل ك|مزود خدماتٍ| للهواتف النقالة، توجه للحصول على رخصةٍ حكوميةٍ بذلك، ولكن الرخص لم تكن متاحةً آنذاك، فلم يجد أمامه سوى أن يشتري إحدى الشركات العاملة في هذا المجال، ومرةً أخرى يبتسم له الحظ، فشركة "فودافون اليابان" كانت على وشك البيع بمبلغ عشرين مليار دولار، ولكنه لم يكن يملك أكثر من ملياري دولار بعد خسارته في البورصة، فتوجّب عليه تأمين المبلغ الباقي، ولم يجد أمامه سوى الحصول على قرضٍ جديد، ورغم أنه لم يعد يمتلك الضمانات الكافية للحصول على قرض قيمته 18 مليار دولار، فإن سمعته هذه المرة هي التي وقفت معه وكانت كافية، فحصل على القرض، وعادت شركة سوفت بانك إلى واجهة الشركات المالية والاستثمارية من جديد.
ما الذي يجعل "ماسا يوشي سن" رجلاً مميزاً:
قد يكون ماسا يوشي محظوظاً إلى حدٍ ما، ولكن الحظ وحده لم يكن يوماً عاملاً كافياً لتحويل مزارعٍ فقيرٍ إلى أغنى أغنياء العالم، أو لإعادة الثروة إلى من فقدها لسببٍ ما، فما يميز ماسا يوشي هو رؤيته المستقبلية الثاقبة، وقدرته على رؤية ما خلف الجدار، ومن أمثلة ذلك أنه استثمر في شركة "ياهو" المغمورة آنذاك مبلغاً ضخماً، عاد عليه وعلى الشركة بمرابح هائلةٍ في وقتٍ قصير، فهو يعلم جيداً من أين تؤكل الكتف، وقد تكرّر ذلك مع الكثير من الشركات، التي رأى فيها ماسا يوشي ما لم تره الشركة نفسها، فاستطاع بخبرته وحكمته وذكائه تحديد الاستثمارات الناجحة في وقتٍ مبكر.
إلى أين وصل ماسا يوشي الآن؟
ماسا يوشي اليوم صاحب أكبر صندوقٍ استثماري في |مجال التكنولوجيا| على مستوى العالم، هو صندوق فيجن الذي استثمرت فيه السعودية، ورغم الصدمات الكثيرة والعنيفة التي تلقاها هذا الصندوق في بداياته، فإنه لا زال مستمراً ويحقق أرباحاً خيالية. وكل ذلك يثبت ما ذكرناه عن تميز ماسا يوشي سن وندرته كأحد أهم رجال الأعمال في العالم.
إذا كنت ترغب بالتحول إلى ملياردير فشارك المقال بعد أن تدرسه جيداً.
بقلمي سليمان أبو طافش ✍️
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك