حكاية شركة "رولز رويس" من البداية حتى العالمية
- الجزء الثاني -
حكاية شركة "رولز رويس" من البداية حتى العالمية تصميم الصورة رزان الحموي |
بعد أن تعرفنا في الجزء الأول على نشأة "تشارلز رولز" الثري، سنتعرف على شريكه الفقير:
نشأة الشريك الثاني "هنري رويس":
ولد "رويس" سنة 1863، في ظروفٍ معيشيةٍ صعبة، فكان والده مريضاً وفقيراً جداً، ثم توفي عندما بلغ "هنري" عامه التاسع، فاضطر ولده إلى ترك المدرسة والبحث عن عملٍ لمساعدة والدته في تامين نفقات الأسرة،
فعمل في تربية الطيور، وفي مساعدة المزارعين، وبيع الصحف، وكلّ ما كان يستطيع عمله،
وعندما أصبح عمره أربعة عشر عاماً، قرّرت إحدى عمّاته مساعدته بتعليمه مهنةً ما، فالتحق "هنري" بإحدى شركات السكك الحديدية.
الحياة لا ترحم أبداً:
بدأ "هنري" يتدرب في شركة السكك الحديدية، ولكنه بجانب ذلك، كان يقوم ببعض التجارب لتصنيع سيارة، فذلك كان حلمه، ولكن جميع تجاربه كانت بسيطةً ولم توصله إلى شيء،
وبعد ثلاث سنواتٍ توقفت عمّته عن مساعدته لمرورها بضائقةٍ مادية، فغادر "هنري" الشركة قبل أن يكمل تدريبه، فانتقل إلى عملٍ آخر في مدينة "ليدز" بأجرٍ زهيدٍ جداً، ولكنه كان يطمح إلى اكتساب الخبرة فقط.
عودة الأمل بعد كدٍّ في العمل:
بعد بعض الوقت، انتقل "هنري" إلى مدينة لندن، فعمل لدى إحدى شركات الكهرباء، وبدأت أموره تتحسن وتستقر،
فبدأ يحصل على بعض الدروس في |الهندسة الكهربائية| في فترة المساء، فتعرّف بشخصٍ يدعى "إرنست كليرمونت"،
وفي سنة 1884 استطاع "هنري" ابتكار جرسٍ كهربائي، وسرعان ما استطاع بيعه وتركيبه على أبواب المنازل، وعندما زاد الطلب على الأجراس الكهربائية فكّر بضرورة إنشاء شركةٍ متخصصةٍ في ذلك.
انطلاق أول شركةٍ لهنري رويس:
عرض "هنري" فكرته على صديقه الجديد "إرنست"، فأُعجب بها، وأنشأا معاً شركة "Royce LTD"، برأس مالٍ بسيطٍ من مدخراتهما لم يتجاوز سبعين جنيهً إسترليني،
ولكنهما استطاعا بدء العمل، ثم قاما بتوظيف ستة عمّال، وسرعان ما توسّعت أعمالهما فتجاوزت الأجراس الكهربائية إلى أعمال التمديدات المنزلية، وصناعة المفاتيح الكهربائية وغيرها،
ثم انتقل "هنري" إلى العمل على تصنيع| المحرّكات| والمولّدات الكهربائية.
توسيع أعمال الشركة:
توسّع عمل شركة "هنري" وصديقه كثيراً، فأصبحت تصنع رافعاتٍ كهربائيةٍ للمصانع الكبيرة والموانئ البحرية، وكانت ميزة منتجاتها كافةً أنها تكاد لا تتعطّل، فهي ذات جودة ومتانة عالييتين،
حتى أنه يمكننا القول بأن شعار الشركة غير المعلن كان " صُنعت لتدوم"، وهذا ما أكسب "رويس" ومنتجاته ثقة المجتمع البريطاني، وبعد بضع سنواتٍ انضم إلى الشركة شريكٌ ثالث هو " هنري ادموند".
العودة إلى الحلم القديم:
عندما تحسّنت الأوضاع المادية لهنري رويس، تزوج وانتقل إلى منزلٍ واسع، فأنشأ في منزله ورشةً صغيرةً أراد أن يكمل منها حلمه القديم بصناعة سيارة،
فقد رأى بأن لهذه الصناعة مستقبلٌ باهر، فاشترى في سنة 1902| سيارةً |مستعملةً، وقام بتفكيكها بشكلٍ كامل، حتى فهم تركيبها تماماً،
ثم بدأ بإدخال بعض التحسينات عليها، حتى استطاع سنة 1903 أن يخرج بسيارةٍ عديمة الصوت تقريباً.
🏎️ بقلمي سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك