النظام الاقتصادي الأمثل تصميم الصورة: ريم أبو فخر |
من أشهر الأنظمة الاقتصادية المنتشرة في العالم اليوم، النظامان |الاشتراكي| و|الرأسمالي|، فإذا كانت الرأسمالية تقوم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج المختلفة، وتوفير السلع والخدمات بهدف الربح قبل كل شيء، فإن الاشتراكية تقوم على ملكية مختلف وسائل الإنتاج بشكلٍ جماعي، وبناءً على ذلك يمكن القول بأن الاشتراكية تقوم على توحيد مصير المجتمع كلّه، بحيث يعيش أبناء الشعب كافةً بنفس المستوى، فتختفي الفروقات الطبقية بين الناس، ولكن هل يمكننا القول بأن الاشتراكية أفضل، أم الرأسمالية؟ لكي نعرف ذلك علينا البحث عن ميزات كل نظامٍ منهما.
تعتمد الرأسمالية على فكرة السوق الحرة ومبدأ العرض والطلب:
في النظام الرأسمالي نجد مفهوم |السوق الحر|، وهو يدعم تحويل الأفكار و|المشاريع| إلى منتجات، ونجاح تلك المنتجات أو فشلها مرهونٌ بمدى إقبال الناس عليها، فنجد هنا حريّة الاختيار لدى المستهلك بين المنتجات المختلفة، وطالما كان المنتج يلبّي رغبة المستهلك ويراعي قدرته الشرائية يبقى المنتج رائجاً ومربحاً، وهذا ما يلخّصه مبدا العرض والطلب بأبسط أشكاله.
توفّر الرأسمالية حريّة المنافسة والابتكار:
توفّر الرأسمالية بيئةً خصبةً للابتكار والابداع، فهناك دائماً منتجاتٌ جديدة، أو مواصفاتٌ جديدة لمنتجٍ قديم، وكلُّ من يقوم بإنتاج سلعةٍ أو خدمةٍ ما، سيحرص على جعلها الأفضل من حيث المواصفات والأرخص من حيث السعر، فهو يسعى بشكلٍ ما إلى زيادة حصّته من السوق، فتزداد المنافسة، وينعكس كلُّ ذلك ربحاً على الجميع، فالمنتج والتاجر والمستهلك جميعهم يحققون ربحاً ما.
قد تبدو الرأسمالية خياراً جيداً، ولكن هل خاليةٌ من العيوب؟
تسعى الرأسمالية إلى الربح بشكلٍ أساسي، وهذا قد يخلق بعض المشاكل، فصاحب أية منشأةٍ سيحرص على دفع أقلِّ التكاليف على منتجاته، وإذا كان لا يستطيع تقليل جودة منتجه، فسيحاول تقليل التكاليف بطرقٍ أخرى، ومنها تقليل أجور العاملين، وهنا تظهر أولى سلبيات |النظام الرأسمالي|، التي يمكن تسميتها باستغلال الطبقة العاملة وبخسها حقوقها، ما قد يجعلها تعاني من |الفقر| والعوز والحاجة، وما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض و|البطالة| وارتفاع معدل الجريمة.
هل تؤدي الرأسمالية إلى ارتفاع معدّل البطالة؟
تقوم معظم الأنظمة الرأسمالية اليوم بنقل منشآتها إلى دول العالم الثالث، فهناك تتوفر المواد الخام بأسعارٍ منخفضة، وهذا يوفّر تكاليف نقل المواد الخام، كما تتوفّر الأيدي العاملة الرخيصة، وهذا يعني توفيراً في التكاليف وزيادةً في الأرباح، ولكن في الوطن الأم يزداد معدّل البطالة ويزداد عامة الناس فقراً وتكبر الفجوة بين طبقات المجتمع.
الرأسمالية تزيد فقر الشعوب ومعاناتها:
عانت الشعوب الواقعة تحت سيطرة الأنظمة الرأسمالية كثيراً عبر التاريخ، فكانت دائماً تعاني الظلم والقهر والحرمان، فكان الأغنياء فيهم يزدادون غنى، والفقراء يزدادون فقراً، وقد فتحت الرأسمالية مجالاً واسعاً للاحتكار، فالشركات الكبرى تبتلع الأسواق وتحتكر السلع، وعند محاولة أية شركةٍ جديدةٍ أن تظهر على السطح، فإن الشركات الكبيرة العاملة في نفس المجال، ستسعى فوراً لامتلاكها أو السيطرة عليها أو محاربتها ودفعها للإفلاس.
بقلمي: سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك