أهم ما يجب عليك معرفته عن حمى البحر الأبيض المتوسط تصميم الصورة: ريم أبو فخر |
لا بدّ أنّك سمعت يوماً عن |حمّى البحر الأبيض المتوسّط| ، ولكن ما هو هذا المرض ؟ وما هي أسبابه ؟ وما هي الأعراض والعلاج ؟
هذا ما سنتحدّث عنه في مقالنا لليوم .
حمّى البحر الأبيض المتوسّط أو اختصاراً FMF هي مرض تمّ اكتشافه لدى القاطنين بالقرب من البحر الأبيض المتوسّط ( كالأتراك ، سكّان الشّرق الأوسط ، الإيطاليين ، الإسبان وغيرهم ) .
وهي عبارة عن نوبات متكرّرة من |الحمّى| تعود |لخلل وراثي| في الشخص .
وبنسبة عالية تصل ل 75 بالمئة ، تظهر هذه الحمى لدى الأطفال تحت سن ال 10 سنوات .
ولكن ما هي أسبابها ؟
من اسمها تدعى بحمّى البحر الأبيض المتوسّط العائليّة فهي ترتبط بالوراثة بشكلٍ كبير حيث أنها تنتج عن |طفرة وراثيّة| في جين يدعى MEFV ويكفي طفرة واحدة لظهور الإصابة .
هذا الجين مسؤول عن توفير الأوامر لتكوين بروتين يدعى البيرين ( Pyrin ) وهذا |البروتين| ينتج ويتواجد في بعض |الكريات البيض| وله وظيفة مهمّة في القضاء على |الالتهابات| ومنع حدوث العدوى .
ما هي أعراض حمّى البحر الأبيض المتوسّط ؟
بما أنّ سببها هو خلل في إنتاج البروتين المكافح للالتهاب ، فإنّ من أهمّ أعراضها هي الالتهاب المتكرّر للأغشية المبطّنة لجدار البطن حيث تحدث نوبات من الحمّى تصل ل حرارة 40 مع آلام بطنيّة وصدريّة قد تصل شدّتها لإعاقة التنفّس ، أيضاً تترافق الأعراض مع آلامٍ في المفاصل وفي كل نوبة يكون الألم متركّز في مفصل واحد كالكاحل أو الركبة فينتفخ المفصل ويصبح مؤلماً لدرجة أن الطّفل لا يستطيع المشي .
تدوم النّوبة الواحدة حوالي يوم إلى ثلاثة أيام تختفي بعدها دون أخذ علاج ، و لا يعاني المريض من أي مشكلة في الفترة ما بين النّوبات .
النّوبات قد تكون مؤلمة لدرجة الاضطرار لدخول المشفى .
هل هناك وقت محدّد لحدوث الحمّى ؟
بما أنّ سبب المرض يرتبط بوظيفة بروتين يكافح الإلتهاب ، فإن ظهور الحمّى غالباً يترافق مع عوامل كالتعرّض للعدوى ، الحيض لدى النّساء ، الإجهاد النّفسي ، التّعب الجسدي وكل هذه من محفّزات ظهور الحمّى .
كيف نشخّص هذا المرض ؟
بما أنّ أعراضه تتشابه مع أمراض كثيرة كالآلام البطنيّة التي قدو توجّه للشّك بالزّائدة الدّوديّة وأيضاً آلام المفاصل التي قد تشخّص على أنّها مرض |الروماتيزم| وغيرها ، فإنّ المرض يعتبر من الصّعب تشخيصه إلى حدّ ما .
ولذلك يكون التّشخيص اعتماداً على الفحص الجسدي ونفي الأمراض الأخرى المشابهة .
ومن إحدى طرق التّشخيص هي إعطاء المريض دواء الكولشيسين لمدّة معيّنة والمراقبة هل ستتحيّن الأعراض والنّوبات ، وهذا ما سيدلّ للتّشخيص الأكيد للمرض .
أيضاً تعتبر التحاليل الدّموية عامل مساعد في التشخيص كتحليل الكريّات البيض التي ترتفع في هذه الحالة ، وعامل التخثر وبروتين يفرز من |الكبد| وغيرها .
ما هو علاج مرض حمّى البحر الأبيض المتوسّط ؟
ليس لها علاج فعلي أو نهائي ، إنّما علاجات مخفّفة أو مسيطرة على الأعراض كدواء الكولشيسين الذي يمنع حدوث النّوبات ولكن في حال بدأت النّوبة بالفعل فلا تأثير كبير له في علاجها ، وتناوله بانتظام قد يساهم في عيش حياة طبيعيّة .
بالطّبع فإن الجرعات وتغييرها يحدّدها الطّبيب المعالج .
للدّواء بعض الأعراض الجانبيّة |كالإسهال| و |آلام في البطن| ويمكن تخفيف هذه الأعراض بالتّقليل من تناول منتجات الألبان والحليب .
هل للمرض آثار على المدى البعيد ؟
قد يتفاقم المرض ويسبّب ما يدعى بالدّاء النّشواني ، وهو ترسّب لبروتين الأمليوئيد الذي ينتجه الكبد وقد يترسّب في أعضاء معيّنة وقد يؤدّي لفقدان وظيفتها .
وتناول الكولشيسين لمدى الحياة يمنع ضهور هذا التّفاقم .
أخيراً : يحتاج الطّفل إلى الدّعم النّفسي من محيطه ومن الأخصائيين والتكيّف مع المرض مع نيله العلاج الكافي .
وهكذا نصل لختام مقالنا لليون دمتم بصحّة وعافية .
بقلمي: شهد جلب
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك