ما هي أهمية وأهداف تلسكوب جيمس ويب؟ - الجزء الأول تصميم الصورة: رزان الحموي |
في الأسبوع الأخير من سنة 2021، تم بنجاح إطلاق تلسكوب |جيمس ويب|، الذي يعتبره |علماء الفلك| خليفة تلسكوب |هابل الشهير|، وقد كلّف إطلاقه قرابة عشرة مليارات دولار أمريكي، فلماذا بلغت كلفته ذلك الرقم؟ وما الذي يجعله مميزاً عن غيره؟ وما هي المهام التي تنتظره؟ وما الجديد الذي سيقدمه للبشرية؟ كل تلك التساؤلات وغيرها، سنحاول الإجابة عنها في هذه المقالة فتابعونا.
بدء مشروع جيمس ويب:
بدأ تطوير |تلسكوب| جيمس ويب سنة 1987، أي قبل إطلاق هابل بثلاث سنوات، ولكن القائمين على مشروع هابل، أرادوا بدء العمل على التلسكوب التالي الذي سيخلف هابل، لعلمهم بأن تجهيزه سيستغرق سنواتٍ طويلة، فهناك الكثير من الاعتبارات التي يجب مراعاتها عند بناء ذلك التلسكوب، وكانت الكلفة المتوقعة للتلسكوب الجديد لا تتجاوز ستمئة مليون دولار.
لماذا تأخر إطلاق تلسكوب جيمس ويب؟
أراد القائمون على مشروع تلسكوب جيمس ويب إطلاقه في سنة 2007 أي بعد عشرين سنةً من بدء العمل عليه، ولكنهم تأخروا بإطلاقه حتى العام الحالي، وذلك لأن التطورات العلمية التي تلت ذلك كانت كثيرةً ومتسارعة، وإضافة تلك التطورات على التلسكوب جعلته يستهلك المزيد من الوقت والتكلفة المالية، ولم يكن بمقدور| ناسا| تأمين كل تلك التكاليف في الكثير من الأوقات.
الهدف الرئيسي لتلسكوب جيمس ويب:
يعمل تلسكوب جيمس ويب بـ |الأشعة تحت الحمراء|، لأن هدفه الرئيسي هو النظر إلى |النجوم| و|المجرّات| التي تشكلت عند بداية نشأة الكون، وهذا لم يكن بمقدور هابل أن يفعله، لأن الصور التي التقطها هابل للفضاء العميق، كانت باهتةً جداً، فالضوء القادم من تلك المجرّات والنجوم البعيدة ضعيفٌ جداً، وقد احتاج هابل إلى مئات الساعات من تصوير بقعةٍ صغيرةٍ واحدةٍ من |الفضاء| لكي يتمكن من الحصول على صورةٍ واحدةٍ لها.
لماذا يستخدم جيمس ويب الأشعة تحت الحمراء؟
بما أن النجوم والمجرّات البعيدة عنا تبتعد أكثر فأكثر، فإن الضوء الواصل إلينا منها سينزاح نحو الأحمر، وقد تكون غير مرئيةٍ في الصور الضوئية، ولذلك يجب تصويرها بالأشعة تحت الحمراء لكي يمكن رؤيتها بوضوح، كما تبّين في السنوات الأخيرة أن البحث عن معالم الحياة على الكواكب التي من الممكن أن تحتويها يتطلب رصد اشارات الحياة في مجال الأشعة تحت الحمراء.
أهداف مهمة جيمس ويب:
- بناءً على ذلك، يمكن تلخيص أهداف تلسكوب جيمس ويب بهدفين أساسيين، هما :
- النظر إلى أعمق ما يمكن في |الكون| لفهم حقيقة نشأته، والبحث عن إشاراتٍ محتملةٍ للحياة على كواكب أخرى.
ولذلك فهو سيعمل في مجال الأشعة تحت الحمراء، ولكن ذلك يقتضي أن يوضع ذلك التلسكوب في مكانٍ لا تصله أشعة الشمس، لأنها تحمل الكثير من الأشعة تحت الحمراء التي ستشوّش على عمله، كما يجب أن يكون في مكانٍ باردٍ تماماً.
أين سيوضع تلسكوب جيمس ويب؟
أفضل مكانٍ وجده علماء الفلك لوضع تلسكوب جيمس ويب فيه، هو في ظل الأرض، وعلى مسافةٍ لا تقل عن مليونٍ ونصف كيلو متر، أي أبعد من القمر بحوالي أربع مرّات، ويجب أن يبقى ظهر التلسكوب موجهاً دائما إلى الشمس والقمر والأرض، كي لا يلتقط أية أشعةٍ منها.
بقلمي: سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك