تغيرات مصيرية تفرضها الشركات تصميم الصورة: ريم أبو فخر |
تحدثنا مسبقاً عن هدف أمازون في أن تُصبح سيدة الأسواق دعونا نتابع مقالنا الشيق..
بداية جيف بيزوس مع عالم الأعمال:
بدأ جيف بيزوس رحلته مع الشهرة كأصغر معاونٍ لرئيس شركة "بانكرز ترست"، ثم عمل كمحللٍ مالي في شركة " D.E Shaw"، ثم بدأ مشروعه في إنشاء |شركة أمازون| من مرآبٍ في منزله، في عام 1994، وبعد أن تخلّى عن وظيفته في وول ستريت، انتقل إلى قرية صغيرة في وادي السيليكون، وافتتح مكتبه الخاص، باسم أمازون دوت كوم، وكانت فكرته الرئيسية لشركته تقوم على بيع الكتب الالكترونية عبر الانترنت، وسريعاً أصبح يُنتج كلَّ منتَجٍ يحقّق النجاح، ويعرضه بسعرٍ أرخص من السلعة الأصلية والبقية أصبحت واضحة.
أصرّ على إطلاق مشروعه رغم ضعف إمكاناته المالية:
لم يستطع "بيزوس" إقناع المستثمرين بفكرته التي احتاجت إلى مليون دولار أمريكي للانطلاق، فكان عليه الاكتفاء بمبلغ مئة ألف دولار حصل عليها من والديه، ولكنه أطلق مشروعه الصغير لأنه رأى في الانترنت مستقبلاً واعداً، فقد كانت تلك الشبكة تنمو سنوياً بمعدلٍ يزيد عن ألفين بالمئة، وهذا منحه المزيد من الثقة بما يخطط له.
تطورات سريعة وسياسات ناجحة:
في عام 1999، اختارت مجلة التايم "جيف بيزوس" كرجل العام، وخلال سنةٍ واحدة من انطلاق شركته، بدأ المستثمرون يقتنعون بما خطط له "بيزوس"، فارتفع سعر السهم من 1.5 دولار عند تأسيس الشركة إلى 113 دولار في سنة 1999، وكان "بيزوس" يعتمد على الزبائن أنفسهم في الإعلان لشركته، فقد رأى بأن الإعلانات التلفزيونية تعكس رؤية الشركة لنفسها، ولكن ما يقوله الزبائن عن أية شركة، هو الدعاية الحقيقية لها.
النجاح يقود إلى التوسّع والنمو:
يعد النجاح الذي لمسه "بيزوس" لشركته، أنشأ شركةً للسفر إلى الفضاء أسماها "بلو أوريجن"، وهي تطمح لبناء مستعمراتٍ بشريةٍ في الفضاء القريب من الأرض، وليس بشكلٍ مشابه لمخططات "إليون ماسك" في استيطان البشر على المريخ، ويعتمد "بيزوس" على سياسة السير ببطء وبخطوات ثابتة ومدروسة، ولذلك يكثر شعار السلحفاة في شركته الجديدة، كما أنه يميل إلى التكتّم على كل ما يخطط له.
أفكارٌ جديدةٌ تفتح آفاقاً واسعة:
بعد نجاح كلّ عملٍ قام به "بيزوس"، طرح فكرةً غير مسبوقةٍ من خلال موقع أمازون تمثّلت في جهاز (كيندل Kindle)الذي يقوم بالقراءة الإلكترونية، بحيث يمكن الاتصال بشبكة الإنترنت ثم شراء الكتب الالكترونية وتحميلها وقراءتها عبر ذلك الجهاز، وبعد ذلك بدأت أعمال شركة امازون تتوسع، وبدأت تشتري الكثير من الشركات، أو تعمل على إخراجها من سوق المنافسة، لكي تبقى وحدها في السوق.
هذه كانت سياسة جيف بيزوس في التوسع والسيطرة على الشركات الأخرى، وقريباً ستصبح جميع البضائع متاحةً عبر الانترنت، معروضةً من قبل أمازون ومثيلاتها، فربما تظهر شركاتٌ أخرى تقدم نفس الخدمات، ولكن النتيجة المتوقعة هي أن تنقرض الكثير من المهن وأن تختفي المتاجر الصغيرة، وسواءٌ كان ذلك منصفاً أم لا، فلعله الواقع الذي لا مفر منه، فإذا رأيت ما نراه، فشارك المقال.
بقلمي: سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك