قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي - الجزء الثاني - تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
استكمالاً لما بدأناه في الجزء السابق
كرس كلاي نفسه و وقته للملاكمة
وبدأ تدريبه على يد الشرطي الذي اقترح عليه ذلك، والذي كان أول مدرب لنجم الملاكمة الأشهر على الإطلاق وكان اسم الشرطي جو مارتن، الذي لم يكتفي بتدريبه فقط بل جعله يشارك بمباريات الهواة.
ومن أول مباراة شارك فيها كلاي في عمره الصغير هذا، بدأت موهبته تظهر فقد كان يتميز برشاقة وسرعة غير موجودة عند أقرانه، وكانت قدرته على تفادي وتجنب لكمات خصومه شيء مذهل وفائق للطبيعة، وعلاوةً على ذلك فقد كانت عقليته مميزة على كل الملاكمين.
فقد كان هادئ الأعصاب حتى لو تعرض للضرب من خصمه
وكان قادراً على الحفاظ على توازنه الجسدي والنفسي، بطريقة لم يراها مدربه "جو مارتن" عند أي أحد من الملاكمين الذين دربهم في حياته، فميزة |الهدوء| هذه كانت صفة الأشخاص المصنوعين على أن يكونوا أبطال.
وبالفعل كان كلاي مهيأ من كل الجوانب ليكون بطل حقيقي في |عالم الملاكمة| وأصبح منضبط وملتزم بالتدريبات ويبذل كل جهده فيها، وكان هدفه أن يصبح بطل العالم بالوزن الثقيل، وكان يتحدث بذلك أمام أصدقائه في المدرسة، والذين كانوا يستهزؤن به، ولم يزده ذلك إلا إصراراً على هدفه.
وعندما بلغ كلاي السادسة عشر من عمره
قرر أن الوقت أصبح مناسباً ليثبت للجميع أنه الأقوى على الأقل على مستوى مدينته، واتخذ قراره في تحدي أقوى ملاكم في لويفيل وكان اسمه" كوركي بيكر"، وكان ملاكم قوي جداً.
ولكن مواجهتهم داخل الحلبة لم تستمر سوى جولة واحدة، و خلال المواجهة تمكن كلاي من تجنب كل لكمات بيكر بسرعته ومهارته الفائقة في تفادي الضربات، مما أنهك بيكر بسرعة كبيرة وانهال عليه كلاي بلكمات تسمى" الجاب" أو اللكمة المستقيمة، والتي تميز بها كلاي وساعدته ذراعه الطويلة على تنفيذها بكل دقة وسرعة.
- وتعتبر لكمات "الجاب" من أقوى الأسلحة في عالم الملاكمة
لأصحاب الأذرع الطويلة، فهي تسمح لهم بضرب خصومه من بعيد، وعندما شعر بيكر بالهزيمة، بدأ بالصراخ والشكوى معتبراً أن الوضع لم يكن عادلاً، وانسحب من المواجهة بعد أول جولة، عندما تأكد أنه من المستحيل أن يفوز بهذا التحدي.
وهذه المواجهة جعلت اسم كلاي يلمع في عالم الملاكمة بشكل كبير.
وتوالت إنجازاته الواحدة تلو الأخرى، لدرجة أنه تم ترشيحه للمنافسة في |الألعاب الأولمبية| كأفضل ملاكم من فئة الهواة، وهذه الفرصة كان يتمناها أي ملاكم هاو، فلو أنه استطاع الفوز بميدالية أولمبية ستبدأ مسيرته الاحترافية، وسيدخل عالم الملاكمة الاحترافية من أوسع أبوابه.
وبالرغم من أنه كان يتمنى بأن يشارك بالألعاب الأولمبية، إلا أن مشكلته كانت هي خوفه من |الطيران|، وكان يجب عليه ذلك حتى يصل إلى روما حيث تُقام فيها الألعاب الأولمبية، ولكن مدربه جو مارتن تمكن من إقناعه، وأن هذه المشاركة تعتبر فرصته الذهبية.
فتخيل لو أن خوفه منعه من المشاركة، كان ذلك سوف يغير تاريخ حياته المهنية كل حياته
إقرأ المزيد........
تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك