كيف أصبح "تشرشل" شيطاناً للحروب والسياسة والأدب؟ تصميم الصورة رزان الحموي |
أعمال "تشرشل" الأدبية:
طغت شخصية "تشرشل" السياسية والعسكرية على شخصيته الأدبية، رغم أنه كان كاتباً محترفاً، وقد ترك الكثير من| الكتب |والمدونات
وتُعتبر شخصيته حالةً استثنائية، رفدت العالم بالكثير من خلال تجاربه وأفكاره وطروحاته، وقد دوّن الكثير من أفكاره ومشاهداته ضمن الكتب التي ألّفها
ومن أشهر كتبه " قصة قوات سهل ملاكاندا "، و" رحلتي الإفريقية "، و" أفكار ومغامرات "، و" الحرب العالمية الثانية " وغيرها.
كيف خطط "تشرشل" لقتل ملايين الألمان؟
خلال فترة| الحرب العالمية |الثانية، اتجهت الأطراف المتحاربة إلى الاعتماد على الهجمات الخاطفة واسعة النطاق، لكي تُسقط أكبر عددٍ ممكنٍ من القتلى والخسائر المادية، على أمل حسم النزاع العالمي سريعاً
وقبل إلقاء| الولايات المتحدة| لقنبلتين نوويتين على كلٍّ من " هيروشيما " و" ناكازاكي " سنة 1945 وخروج |اليابان |من الحرب باستسلامها
سعت| بريطانيا |إلى استخدام الأسلحة البيولوجية لقتل ملايين الألمان ودفع |هتلر |إلى الاستسلام.
"تشرشل" والأسلحة البيولوجية :
في ربيع عام 1942، كانت معظم أراضي| أوروبا|في قبضة القوات الألمانية، فتخوّفت بريطانيا من غزوٍ ألماني محتمل
فأراد "تشرشل" الوصول إلى طريقةٍ تسمح له بتدمير اقتصاد| ألمانيا |وقتل أكبر عددٍ من الألمان وقلب موازين القوى لصالح الحلفاء، فقرّر الاعتماد على الأسلحة البيولوجية
فطلب من رئيس وحدة الأبحاث البيولوجية بمركز الأبحاث السرية للجيش البريطاني، الطبيب "بول فيلدس"، إعداد طريقةٍ بيولوجيةٍ لهزيمة الألمان.
خطةٌ شيطانية:
أراد "تشرشل" تعطيل البرنامج العسكري التوسعي لألمانيا، فتوصّل الطبيب "بول فيلدس" إلى طريقةٍ سُمّيت "Vegetarian"، وتقوم على صناعة أغذيةٍ للمواشي ملوثةً بجرثومة الجمرة الخبيثة، ثم إلقائها بالطائرات على المراعي الألمانية
وكان من المتوقع أن تفقد ألمانيا مواردها من الثروة الحيوانية، فتتفشى المجاعة بين الألمان، كما سينتشر مرض الجمرة الخبيثة بين المواطنين وسيقضي على الكثير منهم.
تجربة السلاح الخبيث:
توقّع "تشرشل" من هجمته البيولوجية، أن توقع ألمانية في كارثةٍ حقيقةٍ جرّاء سقوط ملايين القتلى في صفوف الشعب الألماني، وهذا ما سيجبرها على الاستسلام في الحرب
فعمل البريطانيون على تطوير ذلك السلاح البيولوجي حتى ربيع عام 1943، ثم وضعوا عشرات الخراف في إحدى الجزر المهجورة لتجربة السلاح عليها.
انتقال الوباء إلى سكوتلاندا:
بعد أيامٍ قليلةٍ من تجربة السلاح البيولوجي الجديد في الجزيرة المهجورة، نفقت جميع الخرفان المنقولة إليها، وانتشرت الجرثومة في جميع أنحاء الجزيرة، فتم إغلاقها بشكلٍ كاملٍ أمام الزائرين لفترةٍ طويلة
وبدا أن خطة "تشرشل" تسير كما هو مخططٌ لها، ولكن الوقت لم يطل حتى انتقلت الجرثومة نحو إحدى المناطق الاسكتلندية القريبة من تلك الجزيرة، مع جثّة أحد الخراف النافقة التي نقلتها الأمواج.
انقلب السحر على الساحر:
تسببت| الجمرة الخبيثة| التي انتقلت إلى سكوتلاندا بمقتل مئات المواشي، فقامت السلطات البريطانية بعزل المنطقة الملوثة تماماً، واتخذت الكثير من الإجراءات العلاجية والوقائية السريعة، ولكنها لم تغير خطتها
ففي ربيع سنة 1944 أصبح لدى بريطانيا مخزوناً كبيراً من طعام المواشي الملوّث بالجمرة الخبيثة، وما كان على "تشرشل" سوى إعطاء الأوامر للقوات الجوية بتنفيذ الخطة.
"تشرشل" يعدل عن هجومه البيولوجي:
قبل أن يوعز "تشرشل" لقوّاته الجوية بإطلاق| السلاح البيولوجي| الجديد على الأراضي الألمانية، أدرك بأن الجيش الألماني أصبح على وشك الانهيار تحت وطأة ضربات قوات الحلفاء، فعدل عن خطته
وفضّل حماية المستقبل الاقتصادي لأوروبا بعد الحرب، والحفاظ على الثروة الحيوانية، فأمر بحرق كامل مخزونه من السلاح البيولوجي.
توفي "وينستون تشرشل" في 24\1\1965، بعد رحلةٍ طويلةٍ ومميزةٍ بين المعارك والمناصب السياسية والعسكرية، والابداعات الأدبية، فكان يستحق فعلاً لقب شيطان الحرب والسياسة والأدب
فإذا كنت تشاركنا الرأي فشارك المقال لتنتشر الفائدة والمعرفة.
بقلم سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك