قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي - الجزء السابع تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
حاول محمد علي بكل الطرق والوسائل أن يبطل الحكم الذي أصدر ضده ، ولكن كل محاولاته باءت بالفشل، وكل الأبواب كانت مغلقة في وجهه.
واستمر الوضع على هذا الحال لمدة ثلاث سنوات ونصف
زادت خلالها نشاطاته الاجتماعية و حركته في |مجال الحقوق|، وكان عالم الملاكمة يستمر من دونه وكأن شيئاً لم يكن، وبالرغم من أنه فقد واحد من أهم الأبطال الذين مروا عليه، ولكنه لن يتوقف بسبب غياب شخص واحد أياً كان.
وقد كان هناك الكثير من المسؤولين و المتابعين وخاصة بيض البشرة مرحبين بهذا القرار ومؤيدين له، على اعتباره خائن للوطن بسبب رفضه للمشاركة في الحرب والتجنيد.
ظلت قضيته معلقة لسنوات حتى وصلت للمحكمة العليا
وبعد قتال شرس في ساحة القضاء، تمكن أخيراً أن يأخذ حكم لصالحه، واستعاد رخصة الملاكمة بعد ماحُرم منها كل الفترة التي مضت.
وصرح مدربه| أنجلو دندي| بأن الحكومة الأمريكية سرقة أهم ثلاث سنوات في حياته المهنية، لأنه كان في أوج قوته وانتصاراته، ولم يقف في طريقه سوى هذا القرار الظالم.
وظهر خلال سنوات غيابه عن الساحة بطل جديد اسمه"جو فريزر"، وقد كان في الواقع من محبين محمد علي، وقام بالكثير من الأشياء لدعمه خلال السنوات التي تم إيقافه فيها، حتى وصل الأمر بأنه قاطع عدة مباريات دعماً له، وكان وقوفه إلى جانبه واضح للجميع.
وبالرغم من حصوله على |لقب بطل العالم|، لكنه كان يعتبر نفسه غير جدير باللقب إلى أن يواجه محمد علي، لأنه أخذ اللقب فقط لأنه سحب من كلاي، فلم يكن يشعر بأن إنجازه اكتمل، وكان ينتظر عودة كلاي للحلبة بفارغ الصبر حتى يقف أمامه بمواجهة عادلة تحسم أمر اللقب بإنصاف.
وبعد عودة محمد علي بقرار من المحكمة العليا، تم الترتيب للمباراة الضخمة بينه وبين جو فريزر، ولم يكن فريزر بالخصم السهل فقد كان قوي وجبار، وكان يجب على كلاي الاستعداد جيداً لهذه المباراة، فقام بعدة مباريات في البداية ليستعيد لياقته كملاكم بعد كل سنوات الغياب، والتي بينت أن سنوات غيابه عن الحلبة أثرت عليه وأضعفت مستواه بشكل واضح، فلم يعد يملك نفس السرعة وردود الفعل التي كان يتميز بها.
و عاد كلاي إلى أسلوبه الاستفزازي الذي يضعف خصومه نفسياً
وبالرغم من أن فريزر كان من الأشخاص الداعمين والمساعدين له في فترة غيابه إلا أن كل ذلك لم يشفع له، واستمر كلاي في استفزازه وإهانته وكان يناديه بالعم توم، وكان لقب يسيء للرجال السود ويصفهم بأنهم عبيد خاضعين عند أسيادهم البيض، والغريب أن كلاي كان أسود البشرة فلماذا كان يصفه بذلك بقصد |الإهانة|.
ولكن هذا كان أسلوب كلاي وكانت إهانة الخصم شيء أساسي بالنسبة له، والذي جعل فريزر يشعر بالخيانة، وبطريقة ما استطاع كلاي أن يوحد مجتمع السود ضد خصمه، وجعله بنظرهم رجل أسود خاضع للرجال البيض، الشيء الذي جعل |الكراهية | تزيد ضد فريزر من قبل أبناء عرقه.
ووصل الأمر لتهديده بالقتل من قبل الناس الحاقدين عليه والذين اعتبروه خائن لأبناء عرقه، حتى أن أولاده كانوا يتعرضون للمضايقات من قبل زملائهم، وأصبحوا ينادونهم بأبناء العم توم، وهذا الأمر أثار غضب فريزر بشكل شديد وشعر بخيانة كبيرة من كلاي.
وهنا أقسم على تحطيمه وإنهاء أسطورته كبطل عالمي.
إقرأ المزيد......
تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك