قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي - الجزء التاسع - تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
كانت غاية محمد علي أن يستعيد اللقب الذي سحب منه عنوةَ
وبناءً على قرارات جائرة وظالمة من الحكومة الأمريكية، ووجه أنظاره نحو جورج مورفن مفكراً في هزيمته واسترجاع لقبه.
ولكن جورج الكبير كان ملاكم من مستوى آخر
كان أشبه بوحش مخيف هائل القوة وشرس، كان يفوز معظم مبارياته بالضربة القاضية وفي جولاته الأولى، حتى عندما أخذ اللقب من فريزر كان قد انهى عليه بالضربة القاضية في الجولة الثانية فقط.
كان محمد علي يعلم أنه لن يستطيع التغلب عليه بالقوة فقط فقد كان يحتاج الذكاء والحيلة، وكانوا بحاجة إلى منظم ينظم لهم المباراة ومختلف المنظمين كانوا يقدمون عروضهم لتنظيم هذه المباراة والتي من الممكن أن تكون الأكبر في القرن.
وفجأةً ومن دون مقدمات جاء رئيس جمهورية الكونغو الأفريقية
والتي كانت تعرف في ذلك الوقت |بدولة زائير| وعرض عليهم أن يستضيف المباراة في دولته مقابل مبلغ يصل لعشرة ملايين دولار وكان لهذه الاستضافة أسباب سياسية فقد كان رئيس هذه الدولة يعتبر ديكتاتور واستضافته لهذه المباراة سوف تعزز شعبيته عالمياً وتمكنه من فرض سيطرته على السلطة في الدولة.
تمت الموافقة من كلا الملاكمين وتم تنظيم المباراة وإعلان موعدها في ٢٩ تشرين الأول عام ١٩٧٤، وبالرغم من أن قوة جورج الكبير في ذلك الوقت كانت أكبر من قوة محمد علي لكن ذلك لم يمنعه من استخدام أسلوبه المعتاد في استفزاز خصومه والسخرية منهم واستمر في إهانته وتوحيد الناس ضده.
ومما ساعده على ذلك شعبيته الكبيرة التي كان يتمتع به بين سكان زائير
فقد كان أغلبهم متابع له منذ بداية مسيرته في عالم الملاكمة، حتى أنهم كانوا يهتفون في الحلبة "اقتل جورج"، وكان دعم الجمهور كله موجه لمحمد علي. ولم يكن جورج الكبير بحاجة أي دعم من الجمهور، فقد كان واثق من قوته الجبارة ومن انتصاره في المباراة.
وبالرغم من أن محمد علي كان يبدي الثقة المفرطة وخصوصاً من خلال استهزائه بخصمه، لكن الخوف كان مسيطر عليه داخلياً وعلى يقين بأنه الأضعف في هذه المواجهة، وأنه بحاجة لاستخدام الحيلة حتى يفوز بالمباراة.
وقام بنقاشات عديدة مع مدربه وفريقه لوضع خطة يستطيعون من خلالها امتصاص القوة العظيمة التي يمتلكها الخصم وإضعافه وجاءت اللحظة الموعودة ودخل الملاكمين الحلبة وسط هتافات ستين ألف مشاهد حضروا لمشاهدة |المباراة| ويقال أن عدد الذين شاهدوا المباراة على التلفاز حول العالم تصل إلى مايقارب المليار.
فقد كان أكبر حدث رياضي في ذلك الوقت من دون منازع
وأول ما دخلوا إلى الحلبة بدأ محمد علي يطبق استراتيجيته المعتادة فقام بالهجوم على جورج فجأة ومن دون سابق إنذار ووجه له عدة لكمات خاطفة وسريعة الأمر الذي أغضب جورج كثيراً فرد عليه على الفور بلكمات قوية ومتتالية وأثناء ذلك تراجع محمد علي وسند جسده على الحبال، وهذه الحركة ساعدته على تلقي |اللكمات| من دون أن يشعر بقوتها.
فهل كانت هذه المباراة من نصيب محمد علي كلاي
إقرأ المزيد.........
تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك