حياة تشارلي تشابلن الواقعية بين الكوميديا والتراجيديا - الجزء الثامن - تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
ماذا قرر تشارلي بعد منعه من دخول أمريكا؟
قرر تشارلي متابعة برنامج رحلته وفكر في الإستقرار في بلده الأم إلا أنه علم أن الFBI قامت بالتنسيق مع MI5 وهي المخابرات البريطانية، التي جعلتهم يراقبونه ويراقبون مكالماته لم يعجب الوضع الجديد تشارلي وقرر السفر إلى| سويسرا | مع عائلته ويعيش حياة هادئة لكنه لم يتمكن من تجاوز أزماته الأخيرة وأصبح شعور الوحدة والنفي يرافقانه طوال الوقت .
ما هو دور "أونا" زوجته التي استمرت معه حتى آخر أيامه؟
قامت أونا بالعديد من المحاولات لتعيد زرع الفرحة والروح لحياته فنصحته بالعودة للشيئ الذي يحبه أكثر من أي شيئ في الحياة أعجب تشارلي بالفكرة وقرر عام 1957 أن يعود للسينما عبر فيلم "ملك في نيويورك "
والذي مثل فيه دور البطولة وأخرجه ،وأنتجه، وكان يبلغ من العمر وقتها 68 عاماً ولإحتواء الفيلم على الكثير من النقد الصريح لسياسات أمريكا بلد الحريات منع من العرض فيها وظل ممنوعاً حتى عام 1972
وظل تشارلي إلى آخر أيامه وهو يعمل ولم يكن قادر على التوقف حيث صرح في أحد المرات أنه كلما قرر التوقف وجد رأسه تنفجر بالأفكار .
ماهو مشروع تشابلن الأدبي ؟
عمل تشارلي على مشروع أدبي وهو كتاب يروي قصة حياته بصيغة السيرة الذاتية وكان الكتاب مؤلف من 1500 صفحة ، وكان الكتاب بمثابة المركب الذي سافر به إلى طفولته البائسة في أزقة| لندن| وبعد ذلك صعوده نحو الشهرة والمجد في |هوليوود| فالكتاب حقق الكثير من الشهرة وأبهر القراء والنقاد لدرجة أن بعضهم إتهمه بفبركة بعض أحداث طفولته لكسب إستعطاف الناس ولكن وبسبب بحث الكثير من الناس عن حقيقة الأحداث تم إثباته بشكل كامل .
نهاية حياة تشارلي تشابلن :
بقيت حياته مستقرة في |جينيف | مابين عمله في الأفلام وقضاء الوقت مع أصحابه وعائلته إلى أن بدأت صحته بالتدهور وفي عام 1972 وبعد أكثر من 20 سنة من النفي من أميركا تمت دعوته لتكريمه من| لجنة الأوسكار| في أمريكا عن أعماله ومسيرته الفنية وفعلاً قام بالحضور وكرم من قبل أكثر| مبدعي العالم| وأثناء تسليمه للجائزة استمر التصفيق له لأكثر من 12 دقيقة متواصلة وكانت أكثر مدة تصفيق تجري في تاريخ الأوسكار ....
وبهذا يكون قد تحول كابوس الكوميديان المنفي إلى حلم جميل جداً وفي عام 1977 أنزلت الستارة على حياة أعظم كوميديان في التاريخ سيظل إرثه حاضراً على مر الأزمان لتشهد بعظمته وجمال فنه اللذان سيخلدان للأبد في ذاكرة الأجيال المتلاحقة وشاهداً حقيقياً على جمال |الفن| في تلك الحقبة ودليلاً صارخاً على عظمة إرادته التي أوصلته لمجده الخاص....
بقلمي ميس الصالح
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك