قصة حياة أسطورة عالم الملاكمة محمد علي كلاي - الجزء السادس تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
بعد مرور يومان على تتويجه كبطل العالم للوزن الثقيل
وبالرغم من تفاقم المشاكل في حياته سواء على الصعيد الشخصي مع عائلته و مع منظمة أمة الإسلام، وحتى بينه وبين مالكوم إكس حيث كان يعتبره بمثابة أخ له، لكنهم تفرقوا بعد ذلك بسبب المنظمة، إلا أن حياته المهنية كملاكم لم تتأثر بتلك الأمور، واستمر على نفس الوتيرة ونفس المستوى في اللعب والانتصار.
- وخلال الثلاث سنوات التي مرت بعد ذلك، دافع عن لقبه ثمان مرات دون أي هزيمة، وإحدى هذه المباريات كانت ضد ليستون مرة ثانية، و من الطبيعي في |عالم الملاكم|، أن يحاول البطل السابق المهزوم تحدي البطل الجديد الذي سلبه اللقب.
حيث طالب ليستون بمباراة ثانية يقف فيها وجهاً لوجه مع بطل العالم للوزن الثقيل.
وكيف أن ليستون اعتبر انتصار كلاي في المرة الأولى مجرد ضربة حظ لن تتكرر مرةً أخرى، وأقيمت المباراة الثانية وسط توقعات كبيرة، وجمهور ليستون ومشجعيه كانوا في قمة حماسهم، منتظرين أن يستعيد بطلهم اللقب ويهزم كلاي، الذين اعتبروا فوزه السابق مجرد صدفة بسبب أسلوبه الراقص السخيف أمام بطلهم الجبار والقوي.
و بالفعل كان الوضع هذه المرة مختلف تماماّ
ولكن ليس من جهة النتيجة وإنما من جهة السرعة و|القوة| التي أطاح بها كلاي بخصمه، فالمباراة لم تستغرق سوى جولة واحدة فقط، فقد استطاع أن يطيح به بالضربة القاضية.
فقد كانت اللكمة خاطفة حتى أنهم أطلقوا عليها اسم" Phantom Punch"
والتي تعني لكمة الشبح، لأن الجمهور لم يستطع رؤيتها من شدة سرعتها، لدرجة أنهم اعتقدوا أن ليستون رمى نفسه على الأرض من دون أن يلمسه كلاي، ولكن عند إعادة المشهد بالتصوير البطيء أكدت على صحة اللكمة وقوتها وسرعتها. وهكذا توج |محمد علي كلاي| نفسه الملك في |عالم الملاكمة| من دون منازع.
ومع خلو الساحة أمامه من المنافسين داخل الحلبة، إلا أن الساحة على مستوى حياته الشخصية كانت تتعقد أكثر وأكثر، فقد كان يواجه الكثير من المشاكل والعقبات، ووصلت ذروة تعقيدها، عندما حاولت الحكومة الأمريكية أن تجبره على التجنيد والانضمام للجيش في حرب فيتنام.
الحرب التي كان يرفضها من كل النواحي الدينية والعقائدية والاجتماعية
فكان من المستحيل أن يقبل المشاركة فيها والانضمام للجيش، فقد كان متمسك بمبادئه ضد هذه الحرب.
وبسبب رفضه القاطع للتجنيد، وقف محمد علي أمام لجنة المحلفين في المحكمة، وكانوا جميعهم من الرجال البيض الذين أدانوا فعلته، وتم الحكم عليه بغرامة قيمتها عشرة آلاف دولار، وبالسجن خمسة سنوات، ولم يدخل السجن لأن الكفالة دفعت على الفور.
ولكنهم أنزلوا عليه أشد العقوبات، والتي أوقف مسيرته في عالم الملاكمة، حيث تم سحب لقب بطل العالم منه، وتم إيقاف رخصة الملاكمة الخاصة به، فلم تعد لديه القدرة للمشاركة في بطولات ومباريات عالمية ورسمية، وكانت الفترة الذهبية بالنسبة له في عالم الملاكمة. فكان هذا الإيقاف أسوأ ماحصل معه في حياته المهنية وفي مسيرته كملاكم.
إقرأ المزيد ..............
تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك