مراجعة بسيطة لمسلسل " الزير سالم " تصميم الصورة وفاء مؤذن |
" ما الذي أوصل البلاد العربيّة لما هي عليه اليوم ؟! "
ليأتي| المسلسل| العظيم " الزير سالم " في بداية الألفية الثانية ، يجسد لنا .. ثغرات و حقائق واقعنا ..
بشخصياتٍ عدّة ، أتقنها الممثلون ، على اختلاف مستوياتهم البطولية .
جعلونا نصل لأجوبة واقعية ، بدل جوابٍ واحد :
• الذي أوصلنا لهنا ..في هذه الحياة ، مصطلح اسمه| الهوية| ..
نحاول دائماً تطبيق الهوية الغربية ، بعقولٍ عربية ..
و هذا ما فعله " وائل الملقب بكُليب " ..
و عندما تلقى عدم الاستجابة من قومه ، بدل استيعابهم ، و استيعاب امتعاضهم على النظام الجديد .. تكبّر و تجبّر و ظلم .. نسي زوجته و أخوته و أبناء عمه ..
حتى دفن بقبره بيده ..
• قاتله ، ابن عمه " جساس " ، قتله و هو مستديرٌ لظهره ، و ذلك دليل على أنَّ الحاكم العربي ، لا يقتل .. سوى من قريبه الحاكم العربي الآخر .. بطعنةٍ في الغدر .. و بطعنةٍ في الغدر و الخيانة ..
• الذي أوصلنا لهنا ، أننا نقوم بوصية الميت ، و لو كانت بؤرة الشر ، كما فعل " كُليب " عندما كتب بدمائه على الصخرة .. (( سالم .. لا تصالح ))
• الذي أوصلنا لهنا ، ممنوع شخص يخصنا ، أن يحزن عليه غيرنا ، مع العلم أنَّ هنالك العديد من الناس التي تحبه ، و لربما أكثر منا ..
لكن أنانيتنا و " الهو " المشبع بالتملك ، يجعلنا لا نحترم مشاعر الآخرين ، بل و نكذبهم .. و هذا ما سيولّد الحقد أيضاً ..
• نحن لم نصل لهنا بسبب امرأة " البسوس " ، أجل ..
|المرأة| لها تأثير قوي و مباشر و واضح على الرجل ، لكنَّ الحقيقة تكمن في أحقادنا ، و طاقاتنا التي لا لنسخرها إلا لخدمة تلك الأحقاد...
• نتوّحد فقط في حال نشوب| حرب |، كي نتبارز من سيشعل نار الفتنة أكثر من الآخر .. من سيسفك الدماء أكثر من الآخر ..
• الذي أوصلنا لهنا ، أننا لا ننسى ، تكون أمامنا ألف طريقة قبل الوقوع بمصيبة الحرب و فتنتها ، و هذه الألف ، و لربما المليون ، تخبرنا باستمرار :
" توقفوا ، لا تكملوا ، لا تقعوا ، هنالك أبرياء لا ذنب لها .. "
و لكننا نضع يدنا على عيننا لنعمي بصرنا ، و نضع الأخرى على أذننا لنصمَّ عن السمع ..
• نستمع لصوت الحقد القابع بداخلنا مهما كان حجمه ، و لو بلغ ذرة ، فعلى الرغم من صغره .. نرضخ له .. و نحرق بقايا المحبة و السلام لأجله ..
" الطفلة يمامة بنت كُليب "
• الذي أوصلنا لهنا ، أننا لا نعرف أن نميّز ، فحقنا مع شخص واحد بعينه ..
لا بقبيلته ، لا بأهله ، لا بدينه ، لا بطائفته ، لا بالنساء ، لا بالأطفال ، لا بالشباب .. لا بالبلاد ..
أي أننا نجعل المسألة الفردية و الشخصية .. مسألة جماعية ..
(( مع العلم فكرة الثأر مكروهة ، فتخيلوا معي .. كوكب الأرض دون صراخٍ يدوي الأفئدة و ينشر الدماء .. ))
• الذي أوصلنا لهنا ، أنَّ الذي قاد حرب الثأر ، هو زيرٌ للنساء ، سكّير ، لا يوجد لديه رجاحة عقل و لا صلابة الصبر .. صحيحٌ أنَّ لديه بعض الحكم و لديه الشجاعة و الفروسية كما يُقال .. و لكن هذا لا يجعله مخولاً لقيادة أمةٍ ..
و بعد مدة زمنيّة طويلة ، حُقنت الدماء و أخيراً ..
ليأتي الملك الجديد ، ابن كُليب ، و يخبرنا أنه حتّى في حالة السلم .. هنالك حرب ..
و يظهر ذلك عندما سأله سالم ، عن روابط القرابة :
- أهي قوية ؟!
- قوية ..
- هل ستقوم بحمايتك ..
- أجل بالتأكيد ..
- فلماذا إذاً لم يعتمدوا عليها لكي يثقوا بكم .. و يتركوا الخيل عندكم ؟!
سؤال واضحٌ وضوح الشمي عن معاهدات السلام السابقة و الحالية ..
و تتسع الدوائر مع كل فكرة ، و كل جملة ، و كل قصة ..
لتشمل أيضاً الجوانب الإنسانية ، |الحب| ، و الفراق ، و الصداقة ، و الأخوة ...
شهد بكر💗
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك