أروع قصص التراث الأخوة والصندوق تصميم الصورة ريم أبو فخر |
لنتابع الرواية.
فدخل عليهم ورأوه رجل كبير في السن ومكتمل القوة ولما سلم عليهم وأكرمهم قال الكبير بينهم، أيها الشيخ جئناك لمسألة واحدة ولكن في طريقنا إليك صارت خمس مسائل
فقد واجهنا أربعة مسائل حيرتنا وأدهشتنا
فقال الشيخ أعطوني المسائل التي اعترضتكم في طريقكم ثم قولي لي مسألتكم التي أتيتم من أجلها ، عسى الله أن يرشدني وأياكم إلى حلها
قال الكبير أما المسألة الأولى
عندما توجهنا إليك وجدنا ثعبان صغيراً ، فلما هاجمه واحدنا فتح فمه فكاد أن يسد علينا جميعاً الطريق ولولا أن تسللنا منه لما أستطعنا الهرب منه ،
قال يا أبنائي في الشر أوله صغير يستطيع أي شخص مجانبته فإذا دخل فيه كبر واستفحل ، ثم قال هاتوا يا أبنائي الثانية
فقال المتكلم منهم وهي المسألة الثانية
لما سرنا شاهدنا جملين الأول منهما كان يمكث في صحراء جرداء وهو في الأصل سمين والثاني منهما يمكث في أرض خضراء غنية ولكن حالته سيئة وهزيل وهذا الأمر أثار عجبنا من حالة الجمال فقل لنا عنهما
قال القاضي أما الجمل الأول وهو السمين القانع بما أعطاه الله فينتفع بما في يديه ، ويرتاح في دنياه أما الثاني فهو كالرجل كثير المال عنده خيرات كثيرة من المال والولد لايشكر الله على ما أعطاه ولايقتنع بالنعم التي بين يديه فلا ينتفع بشيء أبداً ، ثم قال هاتوا الثالثة
قال المتكلم منهم أما الثالثة
لما سرنا وجدنا طائراً عنده سدرتان إذا وقع على أحداهما أخضرت والأخرى يبست وهكذا دواليك ، فقال القاضي نعم يا أبنائي وهو ذلك الرجل المتزوج زوجتان ، إذا أتت واحدة غضبت الأخرى فإذا جائها رضيت وغضبت الأخرى وهكذا شأنه كله
ثم قال أحدهم وهو المتكلم منهم عن المسألة الرابعة
عندما دخلنا القرية سألنا عن المنزل المقيم فيه ، فأرشدونا إلى بيت أخيك الأصغر منك فشاهدناه رجلاً هرماً ،ثم سألناه عنك قال أنه قريب ولكنه داره هناك فلما جئنا إليك ازدادت دهشتنا حين رأيناك ، ماشاء الله بصحة وعافية متعك الله بهما ، فما السر العجيب وراء صحتك مع أنك أكبر منه وهو أضعف منك بكثير
قال القاضي أما ماوجدتموه من حال أخي الأصغر فإنه يرجع بأن عنده امرأة سليطة اللسان أذية المنطق فهي تسلخ منه كل يوم ، عسى الله أن يفرج ماهو فيه ، وأما أنا فإنني والحمد لله على ذلك أعيش عيشة هنية ، أسأل الله أن يحفظها عليّ ، فزوجتي صالحة أمينة ، كما رأيتم جئتم وكنت نائماً، فلم توقظني حتى جهزت القهوة وكل ماتحتاجونه ثم أيقظتني فجئت إليكم وأنا نشيط مرتاح ، والحمد لله على ذلك هذا سر سعادتي
قال المتكلم منهم والخامسة وهي مسألتنا
نحن أبناء شيخ قبيلتنا وسموا له قبيلتهم ، وقالوا لما توفي والدنا قسم حظوظنا من أمواله بيننا ووضعها في صناديق لاتفتح إلا بعد موته ، فلما مات ، فتحناها ووجدنا في كل صندوق اسم واحد مننا
في الأول منها السيف وختم الرئاسة والراية ووجدنا في الثاني الرمل والحجارة ووجدنا في الثالث العظام وأما ما وجدناه في الرابع فهو الذهب والفضة
فاختلفنا عند ذلك وكان أبي قد أوصانا أن نرجع إليك ،فها نحن قد جئنا إليك لتحكم بيننا بما أراك الله ونسأل الله أن يوفقكم للعدل والإنصاف ونحن مستعدون لتنفيذ ماحكمت به بيننا إن شاء الله تعالى ،
فقال القاضي لقد كان أبوكم حكيماً يا أبنائي فقد أعطى كل منكم مايستحقه ، فمن كان نصيبه السيف والختم والراية فهو شيخ القبيلة سلف لأبيه ، وعليكم السمع والطاعة له، وأن ترجعوا إليه في كل أمر من أموركم
ومن كان نصيبه الرمل والحجارة فله العقار والبيوت والأراضي
ومن كان نصيبه العظام فله المواشي من خيول وأبقار
أما من كان من نصيبه الفضة والذهب فهذا هو أضعفكم فلا تنسوه عندما تنتهي عملاته وأمواله
ثم أوصيكم يا أولادي بالإتفاق وجمع الرأي ثم أسأل الله أن يحفظكم ويرعاكم ، ثم أنصرفوا من عنده راضيين بما حكم به ، ومافرض لهم أبوهم ويسألون لأبيهم المغفرة والرحمة والرضوان.
|قصة |جميلة جداً ، كيف ذهبوا إلى الشيخ بأي حالة وماكان هدفهم وكيف رجعوا من عنده بوضعٍ معاكسٍ تماماً لما جائوا به ، ولكم فيها عبرةً يا أولي الألباب.
إن أعجبتكم المقال أصدقائي لاتنسوا أن تشاركونا الرأي في تعليق وأن تشاركوا المقال مع أصدقائكم وعلى أوسع نطاق فضلاً وليس أمراً
الكاتب: حسن فروخ
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك